لماذا ادعم الرئيس ابو مازن؟
كما يكتب حسن الحسن
منذ زمن طويل لم اسمع من صديقي. انه يقيم في تكساس في امريكا. وبعد الحصول على الثانوية افترقنا للتحصيل العلمي. بدون تردد اتصلت به وجرى الحديث التالي:
سألني صاحبي لماذا تدعم الرئيس ابو مازن؟
بدون تردد قلت له عندما يكون الرئيس صادق وصريح ويؤكد انه
لن يمر أي اتفاق دون استفتاء يشمل جميع الفلسطينيين في العالم
فيكون عندي شعور بالطمأنينة والثقة بالمستقبل ..
صديقي: هل تصدق ذلك؟
جوابي: نعم، وبكل قوة، للأسباب التالية:
1. انه صادق منذ طرح برنامجه قبل اجراء الانتخابات الفلسطينية عام 2005
2. استمراره لسياسة الشهيد الخالد الرمز ياسر عرفات
3. ثباته على الالتزام بالثوابت الوطنية الفلسطينية
4. لم يتنازل عن اي من حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة منذ اعلان
الاستقلال بالجزائر عام 1988
5. ما يقوله امام شعبه يقوله ايضا امام العالم
هل تعتقد يا صديقي بان الرئيس سيبقى على ثبات اقوله بعد مقابلة الرئيس الامريكي اوباما؟
لم اتردد بجوابي وقلت نعم لإيماني بقدرته وقوته الاقناعية وتفنيده للأفكار التي تطرح عليه. وان الرئيس ابو مازن من القادة المؤسسين للحركة الوطنية الفلسطينية ولقد أعجبني قوله عندما طالبه سياسيون امريكيون بالاعتراف (بيهودية دولة) اسرائيل بسبب ذكر ذلك في قرار التقسيم 181 فأجاب الرئيس : لماذا تأخذوا ما يعجبكم منه، اعطوني كل قرار التقسيم..
وصمت صديقي لوهلة من الزمن .. ليقول وماذا عن حق العودة؟
افهمني يا صديقي. لقد صار لغط وتقويلات كثيرة بخصوص حق العودة وخصوصا من الاسلامويين وعقدهم لـ (مؤتمرات!) سنوية في عواصم اوروبية اسموها اولا "مؤتمرات حق العودة" شاركت "بمؤتمرهم" عام 2003 في برلين وفهمت ما يريدون! اولا تخوين القيادة الفلسطينية وثانيا رفض منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني وثالثا استغلال عاطفة اللاجىء الفلسطيني لإستقطابه لأجنداتهم الغير فلسطينية .. وبعدها وبصراحة لم اشاركهم جمعاتهم السنوية التي سموها بعد انقلابهم في غزة (مؤتمر فلسطينيوا اوروبا) والتي لا علاقة لها بالمؤتمرات ولا ولا بفلسطينيي اوروبا ولا بأي شيء منظم تهدف وحدة الصف الفلسطيني في اوروبا. ولم اشارك في (مؤتمرهم) في فوبرتال الالمانية عام 2010 برغم اعطائي فرصة القاء كلمة..لأن المشاركة بجمعاتهم السنوية هو اعطائهم الزخم والشرعية. ونعود لسؤالك يا صديقي..
ان صراحة الرئيس وثباته على القرار الدولي 194 بخصوص قضية اللاجئين وقوله امام العالم والقيادات الفلسطينية ان حق العودة حق فردي وحق جماعي..اللاجىء هو من يقرر مصيره .. لا ابو مازن ولا اي قيادة اخرى.. ووضع ثلاث امكانيات للحل:
1. التعويض والعودة الى اراضي الدولة الفلسطينية وحمل جواز سفر فلسطيني
2. التعويض والعودة الى اراضي اسرائيل وحمل جواز سفر اسرائيلي
3. التعويض والبقاء في مكان الاقامة الحالية او الهجرة الى بلد آخر.
واين يذهب اللاجىء فإنه يبقى فلسطيني.
وانتقل صديقي لموضوع الدولة، وطرح سؤاله: اين ستقام الدولة الفلسطينية اذا ابقت اسرائيل على احتلالها الاغوار وضمت البؤر الاستيطانية الكبيرة فلن يبقى ارض كافية لتقام عليها الدولة الفلسطينية المستقلة؟
ان الدولة الفلسطينية ستقام على الاراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة..واذا وافقوا ستبقى القدس مدينة مفتوحة بدون جدار فصل عنصري وبدون اسلاك شائكة!.. هذا ما فهمته من الرئيس ابو مازن. كما وضح .. ما لم تكن القدس المحتلة عام 1967 عاصمة للدولة الفلسطينية .. والقدس مكتوبة بالخط العريض .. والاغوار جزء من دولتنا .. سوف لن يكون معهم سلام .. وانه سوف لن يبقى مستوطن واحد على اراضي الدولة الفلسطينية .. اننا قلنا منذ البداية ان الاستيطان غير شرعي..وعليهم الرحيل الى دولتهم.
لقد لخص الرئيس ابو مازن تاريخ الثورة الفلسطينية بقوله: ليسمع العالم اجمع بان الفلسطيني لن يركع ..وهذا ما قاله عام 1970 القائد الشهيد ابو علي اياد: اموت واقفا ولن اركع.
وقلت لصديقي: اطمئن يا صاحبي، ان مرحلة الشهيد ابو عمار كانت مرحلة تفجير الثورة وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية واعطاء الفلسطيني لهويته الوطنية وانبعاث الشعب الفلسطيني ومعارك الكرامة والعرقوب وجبل الشيخ والدفاع عن عروبة لبنان والعبور الى الوطن وكتابة الثوابت الوطنية الفلسطينية واعلان الاستقلال عام 1988 الذي وافق عليه المجلس الوطني الفلسطيني والذي دفع الشهيد جورج حبش، بعد اعلان النتيجة من رئيس المجلس، الى الرقص فرحا باعلان الاستقلال الفلسطيني. وان مرحلة الرئيس ابو مازن هي استمرار للمرحلة الوطنية الاولى .. مرحلة المقاومة الشعبية السلمية بكل اشكالها لإنهاك جيش الاحتلال واجباره على الرحيل عن ارضنا الفلسطينية المحتلة. انها مرحلة انتزاع حقوق شعبنا الفلسطيني واقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس (بخط عريض) وكما قال شهيدنا الرمز ياسر عرفات .. بالملايين زاحفين الى القدس .. وشهيدا شهيدا شهيدا. يعيد الرئيس ابو مازن الزمن ليقول اليوم .. زاحفين بالملايين الى القدس..وشهيد شهيدا شهيدا.
كلمة اخيرة..
اننا يا صاحبي نريد توحيد الشعب لدعم هذه المبادىء وكل مواطن فلسطيني يدعم توجهات الرئيس حسب ما يراه مناسبا..وستصب كل الروافد الى النهر الكبير عابرة المستقعات الاثمة والمصننة لتعيد لها الحياة واستقطابها وتقنينها لتحقيق اهداف الحركة الوطنية الفلسطينية وشعبنا الفلسطيني المناضل .. والله والشعب مع الرئيس ابو مازن ..