الشهيد محمود جودة الذي كان يجوب شوارع رام الله على كرسيه المتحرك
.. اليوم غادر الدنيا شهيدا
استشهد الشاب محمود جمال جودة (23 عاماً)، فجر اليوم الخميس، متأثرا بجراحه التي أصيب بها منذ عام 2007 قبل 9 سنوات.
وأعلنت مصادر طبية في مستشفى المقاصد الخيرية في مدينة القدس المحتلة، أن الشاب جودة قد استشهد إثر تدهور حالته الصحية، وحدوث مضاعفات، بعد سلسلة عمليات أجريت له، عقب إصابته برصاصة من طائرة إسرائيلية كانت تحلق في أجواء وسط مدينة رام الله في تلك الفترة، حيث اخترقت الرئتين، واستقرت في العمود الفقري.
وكان الشهيد الشاب جودة طوال هذه الفترة ينتقل من مستشفى إلى آخر للعلاج، وأجرى العديد من العمليات الجراحية، التي تم خلالها استئصال أجزاء عديدة من جسده.
وفي الآونة الأخيرة كان الشاب جودة يعالج في مستشفى المقاصد الخيرية، جراء الجروح التي اصيب بها انذاك، قبل أن يعلن اليوم عن استشهاده.
ونقلت سيارة الإسعاف التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، جثمان الشهيد من مستشفى المقاصد إلى مستشفى رام الله الحكومي.
وأوضح والد الشهيد خلال اتصال هاتفي، أن نجله كان عمره حينذاك 14 عاما، وإثر اصابته الحرجة نقل من مجمع رام الله الطبي إلى إحدى المستشفيات داخل إسرائيل، حيث بترت ساقه اليمنى، وبعدها بأشهر تم تحويله إلى مستشفى خاص بذوي الاحتياجات الخاصة، كونه أصبح مشلولاً لا يشعر بالجزء السفلي من جسده.
وأضاف: على مدار 9 سنوات اتنقل بين المستشفيات الفلسطينية والإسرائيلية، ثم تم تحويله إلى إحدى مستشفيات الأردن، ومنها إلى مستشفى بيت جالا في بيت لحم، وإثر حدوث تقرحات في جسمه، أجريت له عملية في مستشفى "تل هاشومير" الإسرائيلي، لتحويل البراز والبول من بطنه.
يشار إلى أن عائلة الشهيد جودة من سكان قطاع غزة، واستقرت في الضفة الغربية منذ العام 2007 حتى الان.
تشييع جثمان الشهيد محمود جودة
بالم وحسرة، القى الحاج جمال جودة، نظرة الوداع على نجله الشهيد محمود جمال محمد جودة (23 عاماً)، الذي تابعه لمدة 9 أعوام ونصف وهو يعاني الام الإصابة، بتسع رصاصات أطلقتها عليه طائرة مروحية إسرائيلية، وسط مدينة رام الله بلا سبب.
رغم رباطة جأشه وتماسكه، إلا أن الحاج القادم من مدينة غزة عقب الانقسام السياسي في العام 2007، انهار ولم يستطع تحامل نفسه، مستذكراً سنوات الألم التي استمرت لأكثر من 9 سنوات، عقب إصابة محمود.
وانطلق موكب تشييع الشهيد جودة، من مجمع فلسطين الطبي، بمشاركة المئات من المواطنين متوجهاً نحو بلدة بيرنبالا، والتي انتقل والده للسكن فيها مؤخراً، ومن هناك توجه الموكب نحو مسجد جمال عبد الناصر في البيرة، لأداء صلاة العصر والجنازة قبل أن يوارى جثمانه الثرى في مقبرة البيرة.
الرصاصات التي أصابت جسد محمود، تسببت في قطع العمود الفقري، وتفتيت الجزء الأكبر من أمعائه، وأصابت الكبد بشكل كامل، وهتكت الرئة، فقعطت ساقه لاحقاً، وبات غير قادر على الجلوس لوحده.
ساعات طويلة أمضاها الوالد في مجمع فلسطين الطبي، ينفض دخان سجائره في الهواء، منتظراً حصول زوجته وبناته على تصاريح للخروج من قطاع غزة، والتوجه إلى مدينة رام الله للمشاركة في مراسيم تشييع جثمان شقيقهن، ولكن الاحتلال رفض منحهن التصاريح.