أخر الاخبار

النّصح و الإلهام .. في كلام العوام


ليست فقط لأنها تعبر عن خفة ظل الشعب المصري ، وأنها تؤكد أنه " ابن نكتة" ..بل أراها أكبر من ذلك . تلك العبارات التي تعودنا رؤيتها مدونة بخط جميل فوق الزجاج الخلفي أو مؤخرة الميكروباص الذي أصبح معلماً رئيسياً من معالم القاهرة ومدن المحروسة ومعه إبن أخيه الصغير التوك توك  في الأرياف و المناطق الشعبية ، بعد أن كانت قاصرة منذ عشرات السنين على عربات اللوري و المقطورات.
إنها خليطٌ من الأدب التهذيبي و أدب الظرف والفكاهة ( المِلَح والنوادر) . فإذا كان الأدب التهذيبي هو نموذج تربوي يعتمد على النصائح والحكم و الأمثال، فإن أدب الفكاهة ليس قاصراً - فقط - على مهمته الذي بدأ بها في تاريخنا العربي حين كان أداة لإضحاك و إسعاد خلفائنا وولاتنا المترفين ، بل قد يكون نوعا من المواجهة و تحدّي قسوة الزمن وتقلّب الأيام.
هي خليط جميل و محبّب لا تراه إلا في المحروسة التي أنبتت إبداعاتها في الفعل و في الكلمة عبر آلاف السنين ، كانت لها فيها الريادة و  قَصَب السَّبْقِ .
  أعرض عليكم بعض ما درجتُ على تدوينه من سنوات طوال من ذلك الأدب العفوي الذي يكتبه العوام :
- رميت همومي في البحر ، طلع السمك يُلطم .
- ضربت الودع ، ما لقتش صاحب جدع.
- الصاحب اللي يضر ..للخلف دُر.
- لو كان الرزق بالجري ..ما كنش حد حصّلني.
- الرجولة .. ملهاش قطع غيار.
- عضة أسد ..ولا نظرة حسد.
- فى ناس كلامها تمام وناس تمامها كلام.
- بوس أيد حماتك تحبك مراتك .
- مش كل الناس ولاد ناس .
- مفيش صاحب صالح كله بتاع مصالح.
- الست زى الطريق الصحراوي.. الغلطة عليه بحادثة.
و جزء كبير من العبارات تعبر عن علاقة العشق و ثمن ذلك العشق بين السائق و حبيبته إن كانت الميكروباص او أي نوع آخر من العربات التي هي مصر رزقه و " أكل عيشه" :
- ما تبصليش بعين رديّه ، ده أنا طلع عين أمّي في السعودية.
- دي قصة كفاح ..مش جايه ع المرتاح.
- يا حنّان يا منّان اكفينا شر اللجان.
- ما تبحلقش كده يا لوح ..دي جت بطلوع الروح.
- بيبصولك بصّة مش هيه مع إنك عايزة بطاريه.
- حبيتها ..وقعدنا نلوك لوك ، أتاريها طمعانه في التوك توك.
- ربنا يحميكي من الميكانيكي .
دعوني اختتم هذه العبارات باغربها : رضا الوالدين أهم من أبوك وأمك .!

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-