📁 آخر الأخبار

الشائعات... نار كذب تلفح وجه المجتمع الفلسطيني

بسيطة هي الأخبار التي يتم تتداولها عبر مواقع التواصل الإجتماعي, ويتناقلها روادها دون أن يتسألوا عن صحتها والجدوى من نشرها, لكن لها عظيم الأثر على المجتمع حيث أنها تنخر أساسه لأنها شائعات كاذبة لا أساس لها من الصحة .

وبدوره بيّن المدون خالد صافي أن غالبية مروجي الشائعات والأخبار الغير رسمية  عبر مواقع التواصل الاجتماعي والذي يهدف من خلاله للحصول على المزيد من  المتابعين وإنشاء قاعدة جماهيرية أكبر, ووفق رأيهم لا يحقق إلا بنشر أخبار حصرية عن أحداث أو أخبار حساسة وهامة وتمس طبقة  كبيرة من المجتمع .

وأشار إلى أن الشائعات مبنية على تحليلات شخصية وليست رسمية و تفتقد للموضوعية  مما يؤثر بشكل سلبي على كافة شرائح المجتمع المتعطش لأي معلومة تتعلق بخبر أو حدث معين .

واستغرب صافي خلال حديثه مع "الرأي" من وجود إصرار عجيب عند هؤلاء المروجين لنشر هذه الأخبار الكاذبة على مواقع التواصل الاجتماعي  بهدف الرغبة في الوصول لخبر مفرح وسعيد يرضي الجمهور المستهدف .

بلبلة بالمجتمع

وأوضح أن الشائعات قد يكون هدفها إحداث بلبلة بالمجتمع, ممثّلًا على ذلك  بنشر أخبار مؤخرًا تتعلق بقرب الإفراج عن المختطفين الأربعة المختطفين في مصر حيث تعتبر "تلاعب بالأعصاب" وتهدف لأحدث بلبلة كبيرة داخل الشارع الفلسطيني بشكل عام وعائلات المختطفين بشكل خاص ، لدرجة أنه بعض العائلات عندما علمت بهذه الأخبار توجهت على الفور إلى معبر رفح ظنا منهم أن أبنائهم سيتم إطلاق سراحهم بالفعل ولكن بعد ذلك اتضح أنه الأمر لا يتعدى كونه مجرد شائعات وتوقعات لا أكثر .

وطالب صافي الجهات الرسمية والحكومية المعنية بوضع حد لانتشار الشائعات على مواقع الاجتماعي ، من خلال الإدلاء فورا بتصريحات وتوضيحات لعامة الجمهور حول قضية أو خبر محل خلاف إما بتأكيدها أونفيها .

كما ألمح صافي إلى دور الإعلامي الرسمي الموثوق به لدى الجمهور بعمل تقارير صحفية  توضح مدى خطورة نشر الشائعات والأخبار باجتهادات شخصية دون الرجوع للجهات الرسمية المختصة .

يشار إلى أن موقع المجد الأمني اعتبر أن الشائعات من أخطر الأسلحة التي تهدد المجتمعات في قيمها ورموزها، إذ يتعدى خطرها الحروب المسلحة بين الدول، بل إن بعض الدول تستخدمها كسلاح فتاك له مفعول كبير في الحروب المعنوية أو النفسية التي تسبق تحرك الآلة العسكرية؛ ولا يتوقف خطرها عند هذا الحدّ فحسب بل إنها الأخطر اقتصاديا.. والأدهى اجتماعيا.

النشر السريع للشائعات

من جانبه اعتبر الأستاذ المساعد بقسم الصحافة والإعلام في الجامعة الاسلامية أمين وافي أن طبيعة وسائل التواصل الاجتماعي بأنها صحافة مواطن ولا تؤخد الصفة الرسمية بل وتعمل على  تغييب المصادر الرسمية ، حيث أن من شأن ذلك أن يؤدي لنشر الشائعة سريعًا وبشكل مذهل من خلال هذه الشبكات لما توفره شبكات الانترنت من وسائل جديدة لنشر المعلومات وتداولها .

ونوه إلى أن اعتقاد بعض الأشخاص أن لهم الحرية " الكاملة " في نشر ما يريدون عبر صفحاتهم الشخصية ينعكس بالسلب على واقع المجتمع لما لها من مزايا تؤهلها للانتشار والتأثير أيضا حيث أنها تنقل أحداث الشارع إلى الشارع وغالبا ما يصاحبها نقص في المعلومات الدقيقة.

تحري المصداقية

وطالب وافي مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بتحري المصداقية والمهنية  في نشر الأخبار التي تتعلق بالقضايا حديث الشارع ، مع التركيز على أهمية ذكر المصدر أو أنها مجرد توقعات وتحليلات شخصية .

وقال " إن كل إنسان مسؤول أخلاقيًا وقانونيًا عن ما ينشره ولو كانت على صفحته الشخصية ", مشيرًا إلى أن هذه المسؤولية لا تعني أن تصبح منابر لنشر الشائعات.

وطالب وافي بتفعل دور الرقابة على مواقع التواصل التي أصبحت في بعضها تنشر الأكاذيب والأخبار التي تضر بالمجتمع ككل, لمحاسبة كل إنسان يخالف ذلك، واستشهد بما نشر من شائعات حول قضية المختطفين الأربعة في مصر والتي أصبحت حديث هذه المواقع بشكل فاق كل التوقعات.

تفتقد للمهنية

وشدد على خطورة اعتماد وسائل الإعلام الرسمية والمعروفة لدى الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي  كمصدر للمعلومات، خاصة وأن بعض الوكالات الإخبارية تقوم بترويج أراء وأخبار ومعلومات تفتقد للمصداقية والمهنية المطلوبة.

من جانبه حذر رئيس المكتب الإعلامي المكلف سلامة معروف  مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بعدم تداول أخبار أو معلومات لا يتم توثيقها من مصادرها الرسمية المعروفة والتأكد من صحة محتواها قبل عملية النشر ، كونها تسعى لإثارة البلبلة وزعزعة الأوضاع خاصة في قطاع غزة و بث الأكاذيب واختلاق أخبار غير صحيحة.

محاسبة قريبة

وكشف معروف في تصريح خاص للرأي أن المكتب الإعلامي سيقوم بالتعامل " قانونيا " مع أصحاب الصفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تنشر الشائعات والأخبار المغلوطة. وأشار إلى أن الوزارة ستقوم بمحاسبة كل من يقوم بترويج الشائعات وفبركة الأخبار التي تمس النسيج الاجتماعي وتهدد مكوناته  وذلك بالتعاون مع النيابة العامة خاصة بما يتعلق بالقضايا الحساسة والهامة