فضائل الخوارج
اسحكم تفكرو انهم الخوارج ماغيرهم الفرقة الدينية المتشددة التي خرجت على الامام علي.. لا، انا هذول الجماعة شو بدي بدينهم..انا زلمه بكتب قصص ومذكرات فيها طراوة وشقاوة، وماليش بهالعالم هاي..سواء الذين يحملون سيفا ام يحملون هراوة.
الخوارج.. هي الحمامات القديمة، وكان مفردها يسمى (خارج) الله يعزكم، وذلك لانه كان يقع خارج المنزل وبعيد مسافة تتفاوت بين 10 امتار، الى الكيلو، واذا كان البيت في البادية او الأرياف، بتلقى الدار في جبل، والخارج بجبل ثاني..
طبعا انا لحقت هذا الخارج، وكنت في مطلع الثمانينات ولدا لا ادرك قيمة وفضائل هذا الخارج، ولانني نشأت طفلا كسولا..فكم تمنيت لو عندنا حمام جوات الدار، او داخل حجرة نومي، واذا تحت سريري احسن واحسن..
فقد كان يزعجني جدا، ان استفيق ليلا واخرج اتحسس في الظلام الدامس، او في ليالي المطر والبرد القارص، لاقضي حاجتي هناك، ما هو لمن تمشيلك بنص الليل مسافة طويلة رايح جاي، وتكون تترنح مثل السكران، بطير النوم من عيونك.
طبعا غير الخوف الذي كان ينتابني وانا بعيد عن اهلي، اجلس هناك القرفصاء، وأرهف السمع لحفيف الاشياء، فاخالها اشباحا او زوارا من الفضاء، ما اضطرني في الكثير من الاحيان، الى قضاء حاجتي في اقرب قرنة بالدار .. يستيقظ ابي صباحا على الافطار، فيبدأ يتشمشم ويقول بنبرة غير مريحة.. " ولكم في ريحة مش مليحة.." مباشرة التفت الى اخي الصغير، وأهز رأسي بتأسف بالغ وكأنني اقول " الله يهديك"، بالمناسبة وجود اخ اصغر لا يتكلم، نعمة لا يدركها الكثيرون، خصوصا ان كنت من الاشقياء، فكل امر تحدثه في البيت، تعطب مروحة..تخرب مسجل..ما عليك سو ان تجلب هذا الطفل وتضعه في مسرح الجريمة وتنسحب بهدوء.
المهم خلونا بالخوارج..فيما يلي اسرد لكم جانبا من فضائلها:-
*فعلا صدق من سماها (بيت الراحة)، ففي الخارج خلافا لحمامات اليوم، تاخذ راحتك عالمزبوط، ترفع عقيرتك بالغناء، تضرب موال.. تراجع الافكار وتستعرض الامال، بصمت حولك مطبق، الناس في جال وانت في جال.
* بيولوجيا، يثبت العلم ان معظم امراض العصر، من عسر الهضم الى الامعاء و القولون، سببها الرئيسي السيفون. وخارج زمان ما كانش فيه لا شطاف ولا سيفون، اي بعضها ما كانش الها سقف تا يحطولك شطاف و سيفون.
*نفسيا وماديا، فان الأبخرة السامة التي لا تكف عن اطلاق غازاتها وتفاعلاتها داخل منازل اليوم..هو ما يجعل اجواء العائلة محموما متكدرا، مسكونا بالضيق النفسي والامراض وقلة البركة..كيلو السكر ابقعدش هسع يومين، بريق شاي رايح وابريق شاي جاي، لانها الناس بتستسهل دخول الحمام..بس زمان الي كان يروح الخارج يودع هالناس، ويستقبلوه مباوسة، ويقعدو ساعة يسألوه كيف كانت رحلتك يابوفلان، ان شالله ما تغلبتش يابوفلان..شفت حد بطريقك من هالنسوان..
*شغلة انك تكون مزحوم، وتقف اما حمام مشغول، تقرع الباب، تنتظر الجواب..ما فيش منو هالحكي في (خارج) زمان، كل ما عليك فعله، هو ان تزيح البرداي بالعتمة..و تخوش بجرك الشمال..في حد، فش حد، مش شغلك..
*مره انعزمتلكم عند ناس، وخشيت الحمام الملاصق داخل الصالون تبعهم، واسمع صوتهم وهمسهم بوضوح وانا جوا، وكلما صمتو، حطيت ايدي على بطني.. ، يعني هذا ما صارش بيت راحة، هذا بيت عذاب..
* قسمن بالله ما بمزح معكم، كنت وانا زغير اخذ كتابي احفظ القصائد في الحمام، لاني كنت اسمع الناس دايمن يمدحو إبن الجيران ويقولو يا عمي هاظ واصل لأنه (درس في الخارج).. وانا قلت لحالي ياعمي اكيد عشان هيك بسموه (بيت الادب) وامضيت اياما طوال، معلق هناك حتى حفظت المعلقات..وسرعان ما اكرمني ربي و وجدت نفسي عريفا في دير الليات.
#ابوطراوة
اسحكم تفكرو انهم الخوارج ماغيرهم الفرقة الدينية المتشددة التي خرجت على الامام علي.. لا، انا هذول الجماعة شو بدي بدينهم..انا زلمه بكتب قصص ومذكرات فيها طراوة وشقاوة، وماليش بهالعالم هاي..سواء الذين يحملون سيفا ام يحملون هراوة.
الخوارج.. هي الحمامات القديمة، وكان مفردها يسمى (خارج) الله يعزكم، وذلك لانه كان يقع خارج المنزل وبعيد مسافة تتفاوت بين 10 امتار، الى الكيلو، واذا كان البيت في البادية او الأرياف، بتلقى الدار في جبل، والخارج بجبل ثاني..
طبعا انا لحقت هذا الخارج، وكنت في مطلع الثمانينات ولدا لا ادرك قيمة وفضائل هذا الخارج، ولانني نشأت طفلا كسولا..فكم تمنيت لو عندنا حمام جوات الدار، او داخل حجرة نومي، واذا تحت سريري احسن واحسن..
فقد كان يزعجني جدا، ان استفيق ليلا واخرج اتحسس في الظلام الدامس، او في ليالي المطر والبرد القارص، لاقضي حاجتي هناك، ما هو لمن تمشيلك بنص الليل مسافة طويلة رايح جاي، وتكون تترنح مثل السكران، بطير النوم من عيونك.
طبعا غير الخوف الذي كان ينتابني وانا بعيد عن اهلي، اجلس هناك القرفصاء، وأرهف السمع لحفيف الاشياء، فاخالها اشباحا او زوارا من الفضاء، ما اضطرني في الكثير من الاحيان، الى قضاء حاجتي في اقرب قرنة بالدار .. يستيقظ ابي صباحا على الافطار، فيبدأ يتشمشم ويقول بنبرة غير مريحة.. " ولكم في ريحة مش مليحة.." مباشرة التفت الى اخي الصغير، وأهز رأسي بتأسف بالغ وكأنني اقول " الله يهديك"، بالمناسبة وجود اخ اصغر لا يتكلم، نعمة لا يدركها الكثيرون، خصوصا ان كنت من الاشقياء، فكل امر تحدثه في البيت، تعطب مروحة..تخرب مسجل..ما عليك سو ان تجلب هذا الطفل وتضعه في مسرح الجريمة وتنسحب بهدوء.
المهم خلونا بالخوارج..فيما يلي اسرد لكم جانبا من فضائلها:-
*فعلا صدق من سماها (بيت الراحة)، ففي الخارج خلافا لحمامات اليوم، تاخذ راحتك عالمزبوط، ترفع عقيرتك بالغناء، تضرب موال.. تراجع الافكار وتستعرض الامال، بصمت حولك مطبق، الناس في جال وانت في جال.
* بيولوجيا، يثبت العلم ان معظم امراض العصر، من عسر الهضم الى الامعاء و القولون، سببها الرئيسي السيفون. وخارج زمان ما كانش فيه لا شطاف ولا سيفون، اي بعضها ما كانش الها سقف تا يحطولك شطاف و سيفون.
*نفسيا وماديا، فان الأبخرة السامة التي لا تكف عن اطلاق غازاتها وتفاعلاتها داخل منازل اليوم..هو ما يجعل اجواء العائلة محموما متكدرا، مسكونا بالضيق النفسي والامراض وقلة البركة..كيلو السكر ابقعدش هسع يومين، بريق شاي رايح وابريق شاي جاي، لانها الناس بتستسهل دخول الحمام..بس زمان الي كان يروح الخارج يودع هالناس، ويستقبلوه مباوسة، ويقعدو ساعة يسألوه كيف كانت رحلتك يابوفلان، ان شالله ما تغلبتش يابوفلان..شفت حد بطريقك من هالنسوان..
*شغلة انك تكون مزحوم، وتقف اما حمام مشغول، تقرع الباب، تنتظر الجواب..ما فيش منو هالحكي في (خارج) زمان، كل ما عليك فعله، هو ان تزيح البرداي بالعتمة..و تخوش بجرك الشمال..في حد، فش حد، مش شغلك..
*مره انعزمتلكم عند ناس، وخشيت الحمام الملاصق داخل الصالون تبعهم، واسمع صوتهم وهمسهم بوضوح وانا جوا، وكلما صمتو، حطيت ايدي على بطني.. ، يعني هذا ما صارش بيت راحة، هذا بيت عذاب..
* قسمن بالله ما بمزح معكم، كنت وانا زغير اخذ كتابي احفظ القصائد في الحمام، لاني كنت اسمع الناس دايمن يمدحو إبن الجيران ويقولو يا عمي هاظ واصل لأنه (درس في الخارج).. وانا قلت لحالي ياعمي اكيد عشان هيك بسموه (بيت الادب) وامضيت اياما طوال، معلق هناك حتى حفظت المعلقات..وسرعان ما اكرمني ربي و وجدت نفسي عريفا في دير الليات.
#ابوطراوة