سحب تصاريح دخول اسرائيل من الغالبية الساحقة لموظفي ادارة الشؤون المدنية في غزة
تكتب صحيفة "هآرتس" ان الشاباك الاسرائيلي أمر بإلغاء تصاريح الخروج الدائمة لـ12 من أصل 14 موظفا رفيعا في ادارة الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية في قطاع غزة. وتتولى هذه السلطة الوساطة بين المدنيين الفلسطينيين والسلطات الاسرائيلية في كل ما يتعلق بتصاريح الخروج وادخال مواد البناء المطلوبة لترميم قطاع غزة.
وينتمي قسم من هؤلاء الموظفين الذين تم سحب تصاريحهم الى حركة فتح، ويعملون منذ عشر سنوات واكثر في مناصبهم، ويعرفهم موظفو الدائرة المدنية الاسرائيلية جيدا. وينضم سحب التصاريح الى موجة من اوامر منع الخروج التي سبق التبليغ عنها في "هآرتس" في تموز الماضي، والتي تسبب الضرر للجمهور الذي سمحت السلطات الاسرائيلية بخروجه في الماضي، خاصة رجال الأعمال والمرضى.
وحين سأل موظفو الادارة الموظفين الاسرائيليين في دائرة الارتباط والتنسيق حول سبب الغاء التصاريح، تم الرد عليهم بشكل عام "لأسباب امنية". ورفض المتحدث باسم الدائرة في قطاع غزة، محمد مقادمة، بشدة هذه الاتهامات. وحسب تقديره فان المقصود بدء تنفيذ السياسة التي اعلنها وزير الامن الاسرائيلي، افيغدور ليبرمان، مع تعيينه لمنصبه – الالتفاف على مؤسسات السلطة الفلسطينية الخاضعة للرئيس محمود عباس، وخلق اتصال مباشر مع الجمهور الفلسطيني.
ومن بين التصاريح التي الغتها اسرائيل، تصريح خروج المدير الفلسطيني في حاجز ايرز، والذي يتواجد هناك منذ سنوات الى جانب موظفين وضباط اسرائيليين، وكذلك تصاريح المسؤولين عن تقديم طلبات التصاريح المتعلقة بالبنى التحتية (الكهرباء، الماء، الصرف الصحي وغيرها) وترميم قطاع غزة.
ويعمل في الادارة المدنية في غزة حوالي 140 موظفا، حصل الكثيرين منهم على تصاريح بالخروج حسب الحاجة، لكنهم يتم رفض طلباتهم بالخروج حاليا. كما تم الغاء التصاريح الدائمة لعشرة موظفين يرافقون بشكل دائم الغزيين الذين يخرجون للصلاة في الاقصى او يسافرون الى الخارج عبر معبر اللنبي.
بالإضافة الى اجهزة الامن الفلسطينية، فان دائرة الشؤون المدنية هي المؤسسة الفلسطينية التي تقيم علاقات وثيقة جدا مع المسؤولين الاسرائيليين الكبار. ويترأس هذه الدائرة عضو اللجنة المركزية في حركة فتح، حسين الشيخ. ويدعي الكثير من الفلسطينيين انه بدلا من تمثيل مصالحهم امام السلطات الاسرائيلية، تحولت الدائرة الى ممثل محلي لسياسة المنع الاسرائيلية. وتتعامل حماس بتشكك مع الدائرة بسبب علاقاتها مع اسرائيل، لكنه لا يمكنها المس بها بسبب حيويتها للحياة اليومية للسكان.
وقالت الناطقة بلسان وحدة تنسيق اعمال الحكومة في المناطق انه "لم يطرأ أي تغيير على سياسة التنسيق والارتباط التي نعمل في اطارها مع اللجنة المدنية الفلسطينية في القطاع. مؤخرا قررت جهات الأمن اعادة فحص تصاريح الدخول الى اسرائيل للخارجين من القطاع، خاصة اعضاء اللجنة، وفي الوقت ذاته يتواصل العمل مع اعضاء اللجنة المختلفين. وكل محاولة للادعاء بشكل مختلف غير صحيحة، ونحن نتأسف لطريقة عرض الأمور".
وجاء من الشاباك ان "القرار بشأن منح التصاريح او الغائها يتم اتخاذه بعد اجراء فحص مفصل لكل شخص. ويجب التأكيد بأنه لم يتم اتخاذ أي قرار بإلغاء تصاريح الدخول الى اسرائيل بشكل جماعي لموظفي السلطة الذين يعملون مقابل دائرة التنسيق والارتباط، وفي كل الاحوال تجري عملية منظمة لتقديم التماس ضد قرار الغاء التصاريح. بما ان التنظيمات الارهابية في القطاع تستغل الفلسطينيين الذين يدخلون عبر ايرز من اجل دفع النشاطات الارهابية وتنفيذ عمليات في اسرائيل والضفة، فان المسؤولية عن الغاء التصاريح تقع على التنظيمات الارهابية وعلى رأسها حماس".
وقالت جمعية "غيشاه" (وصول) التي تتابع حرية تنقل سكان القطاع، انه طرأ منذ ايلول 2015 انخفاض متواصل في نسبة تصاريح الخروج من غزة. من 82% في 2013 (حوالي 46 الف تصريح من اصل 56 الف طلب) الى 46% في النصف الاول من العام 2016 – حوالي 49 الف تصريح من اصل 107 الاف طلب.
وقالت "غيشاه" انه على الرغم من ازدياد تصاريح الخروج، الا ان المقصود حوالي 3% فقط من عدد الناس الذين سمح بخروجهم من القطاع في عام 2000.
جنود حرس الحدود يتدربون على رشق القنابل في حي العيساوية
تكتب "هآرتس انه يستدل من شريط صوره احد سكان العيساوية ان جنود حرس الحدود تدربوا على رشق قنبلة صدمات في الحي. لكن الشرطة تدعي ان افراد الشرطة لم يتدربوا وانما ردوا عبلى رشق الحجارة والزجاجات الحارقة باتجاههم. لكن الشريط يبين ان احد افراد الشرطة يرشق القنبلة دون خوض أي مواجهة مع سكان الحي.
وقد وقع الحادث في العيساوية في 28 ايلول الماضي، في ساعات المساء. وكان محمد ابو حمص عضو اللجنة الشعبية في الحي يسير خلف قوة من حرس الحدود دخلت الى القرية، حين لاحظ ان احد افراد الشرطة، كما يبدو الضابط، يعلم شرطيا آخر كيفية رشق قنبلة بالقرب من احد بيوت الحي. وقال ابو حمص الذي وثق الحادث انه لم تقع في الحي في تلك الساعة أي مواجهات: "لم يحدث شيء، حسب رأيي انهم يحضرون افراد الشرطة الجدد للتدرب داخل الحي، انهم يبحثون عن الفوضى".
ويظهر الضابط في الشريط وهو يدرب احد افراد الشرطة، بينما لا يظهر ولا يسمع في المكان أي حادث، وقوة الشرطة تبدو هادئة تماما، الى ان قال احدهم توجد حجارة واشار الى جهة اليمين. وفي نهاية التدريب، يسحب الشرطي المتمرن الزناد ويرشق القنبلة، ولكن في اتجاه مغاير للاتجاه الذي اشار اليه الشرطي. وسقطت القنبلة في زقاق يبدو هادئا. وبعد ذلك يبتعد افراد الشرطة من المكان بهدوء. كما يظهر في الشريط احد افراد الشرطة وهو يحذر ابو حمص ويأمره بالابتعاد عنهم ثم يهدده بالاعتقال اذا ازعجهم.
وفي اعقاب الحادث توجه المحامي ايتي ماك باسم سكان العيساوية الى قائد شرطة لواء القدس يورام هليفي، والمستشار القانوني للحكومة، ابيحاي مندلبليت، وقائد شرطة حرس الحدود، يعقوب شبتاي، وادعى ان القاء القنبلة تم خلافا لأوامر استخدام وسائل تفريق المظاهرات و"يدل على استهتار الشرطة وحرس الحدود بالسكان واملاكهم، وعلى خطوة زاحفة تهدف لتحويل القرية الى منطقة حرب لا يحتمل العيش فيها". وطالب ماك بالتحقيق في الحادث ووقف التدريبات داخل الحي.
وادعت شرطة القدس انه "لا يوجد أي اساس للادعاء بإجراء تدريب في العيساوية. الشرطة تتدرب في اماكن منظمة ولا تمس بالسكان الأبرياء". وفي تطرقها الى الحادث الذي ظهر في الشريط ادعت الشرطة ان قوة حرس الحدود كانت تقوم بتطبيق القانون وتسليم اوامر من دائرة تنفيذ الاجراءات، وتعرضت للهجوم بالحجارة والزجاجات الحارقة والتي شكلت خطرا على حيات افراد القوة فقاموا باستخدام الوسائل من اجل تفريق خارقي النظام. وخلال محاولة اعادة فرض النظام تم اجراء تدريب وفحص بمرافقة القادة لتأكيد الالتزام بالأوامر، من خلال المخاطرة بأدنى حد، بحياة السكان".
الادارة الامريكية تدعم مشاركة بتسيلم في اجتماع مجلس الامن وتنتقد تصريحات نتنياهو
كتبت "هآرتس" ان الادارة الامريكية انتقدت، امس، تصريحات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ضد "بتسيلم"، واصدقاء "سلام الان" في الولايات المتحدة على خلفية مشاركة ممثلين عن التنظيمين في اجتماع مجلس الامن الدولي الذي ناقش قضية المستوطنات. وقال الناطق بلسان وزارة الخارجية الامريكية جون كيربي لصحيفة "هآرتس" ان الادارة الامريكية تقدر المعلومات التي ينشرها التنظيمان حول الاوضاع في الضفة الغربية، واكد ان الولايات المتحدة تعتقد ان على الحكومات الدفاع عن حرية التعبير وخلق اجواء يمكن فيها سماع كل الأصوات.
وقال كيربي: لا انوي التطرق الى كل ما قيل (عن بتسيلم وسلام الآن)، بشكل عام، نحن نؤمن بأن المجتمع المدني الحر والمحرر من القيود هو عامل حاسم في الديموقراطية. وكما قلنا في مرات كثيرة، نحن نؤمن بأنه من المهم ان تدافع الحكومات عن حرية التعبير وتخلق اجواء تتيح سماع كل الأصوات. نحن نشعر بالقلق ازاء تهديد هذه المبادئ في كل مكان في العالم".
وأضاف كيربي انه وكما قال نائب السفير الامريكي في الامم المتحدة، خلال النقاش في مجلس الامن، فان الولايات المتحدة تشكر الجهود التي تبذلها الجهات غير الحكومية في الولايات المتحدة واسرائيل، بما في ذلك اصدقاء "سلام الان" و "بتسيلم"، من اجل اطلاع الادارة على التطورات الحاسمة للأوضاع الميدانية، خاصة البناء في المستوطنات. واوضح: "نشعر بالقلق الشديد ازاء استمرار البناء في المستوطنات. كنا واضحين جدا في معارضتنا القوية لهذه الأعمال التي تخرب على هدف تحقيق السلام."
وتطرق كيربي بذلك الى البيان الذي نشره نتنياهو مساء السبت، والذي هاجم فيه هذين التنظيمين بسبب مشاركتهما في اجتماع مجلس الامن، يوم الجمعة، بل هدد بسحب وظيفة المتطوع من قبل الخدمة القومية في "بتسيلم".
تخوف من ضغط نتنياهو امنه نشر تقارير مراقب الدولة حول الجرف الصامد
كتب "يديعوت احرونوت" انه قبل فترة وجيزة جدا من نشر تقرير مراقب الدولة حول الجرف الصامد، يتخوفون في لجنة مراقبة الدولة من قيام رئيس الحكومة بممارسة الضغط في محاولة لمنع نشر التقرير.
ومن المنتظر قيام مراقب الدولة يوسف شبيرا خلال الشهر القادم بنشر التقارير الأربعة التي اعدها حول الجرف الصامد. وستتناول التقارير اداء المجلس الوزاري المصغر، الاستعداد لتهديد الأنفاق، الجانب الدولي للحملة والأداء العسكري.
وتستعد لجنة مراقبة الدولة هذه الأيام لإجراء نقاش حول التقارير، بحيث سيجري اجراء جزء من النقاش في اللجنة الفرعية للجنة الخارجية لشؤون الامن، التي تملك صلاحية تحديد ما اذا سيتم نشر التقارير على الملأ، رغم ان النص الذي سيطرح على طاولة اللجنة سيكون قد اجتاز الرقابة العسكرية.
وتضم اللجنة الفرعية خمسة نواب: رئيس اللجنة كارين الهرار (يوجد مستقبل) وايال بن رؤوبين (المعسكر الصهيوني) وهما يمثلان المعارضة مقابل ثلاثة اعضاء يمثلون الائتلاف الحكومي: دافيد بيتان (الليكود)، يعقوب مارجي (شاس) وميراب بن اري (كلنا). ومن المتوقع ان يدعم عضوا المعارضة نشر التقرير على الملأ، بينما يتوقع ان يدعم بيتان ومرجي موقف نتنياهو، اذا عارض النشر. ويتوقعون في اللجنة ان تكون ممثلة "كلنا" هي الكفة الراجحة.
وكانت رئيسة اللجنة النائب الهرار، قد اعربت في الأيام الأخيرة عن تخوفها من قيام نتنياهو بممارسة الضغط السياسي على اعضاء اللجنة في محاولة لمنع نشر التقرير. مع ذلك، حتى اذا صوتت اللجنة في نهاية الأمر مع حجب التقرير، فانه يمكن الالتماس الى المحكمة العليا ضد القرار، وكانت هناك سوابق امرت فيها المحكمة بنشر تقارير حاول النواب اخفائها عن الجمهور.
وقالت الهرار ان "التقرير حول الجرف الصامد يجب ان ينشر باسرع ما يمكن كي نتمكن من دراسة عبر الماضي وتصحيح الشوائب قبل العملية العسكرية القادمة. فور تقديم التقرير انوي دعوة اللجنة الفرعية للانعقاد من اجل مناقشة مسألة نشره على الملأ."
وأضافت: "ان المبدأ الموجه هو اطلاع الجمهور على التقرير طالما لم يمس ذلك بأمن الدولة – وهذا هو المعيار الوحيد الذي يجب اخذه في الاعتبار من ناحيتي. هذا موضوع بالغ الأهمية وجدي ويمنع الاستهتار به، وانا اتوقع من ممثلي الائتلاف في اللجنة التفكير بشكل موضوعي وليس بفعل المعايير الائتلافية الضيقة. يحق لمواطني اسرائيل اجراء نقاش معمق في هذه المسألة الحاسمة، وسأفعل كل ما استطيع لكي يتم ذلك".
فشل اسرائيل في تأخير سريان مفعول قرار اليونسكو المتعلق بالقدس
تكتب "يسرائيل هيوم" ان اسرائيل حاولت تأخير سريان مفعول قرار اليونسكو الذي ينفي وجود رابط يهودي بالحرم القدسي، لكنها فشلت حتى الان. وقد سعت اسرائيل الى تأجيل تنفيذ القرار الا انها فشلت حين قادت الدول العربية الى تعليق عمل رئيس اللجنة الادارية في التنظيم مايكل فورباس الذي قال ان القرار خاطئ وسيعمل على تغييره. ومن المتوقع ان تعقد اللجنة الادارية لليونسكو اليوم، جلسة اجرائية للتصديق على القرارات، لتدخل حيز النفاذ.
وكانت ادارة اليونسكو قد قررت الاسبوع الماضي نفي وجود صلة بين اليهود والحرم القدسي، وشجبت تعرض اسرائيل الى المسجد الاقصى والمس بحرية العبادة للمسلمين.
وقال سفير اسرائيل لدى اليونسكو كرمل شاما هكوهين ان "ممثلي الدول العربية فوجئوا بالرد الدولي السلبي على القرار، وخاصة الدعوة الى تجميده. وكما يبدو وصلت الى اذانهم شائعات عن خطوات تم دفعها من وراء الكواليس، ولذلك فإنهم يسعون من خلال اجراء استثنائي وفظ الى استبدال الرئيس الالماني للادارة الذي يعتبرونه متعاونا معنا، بالسفيرة السويدية التي يعتمدون عليها بأن لا تسمح بأي تلاعب دستوري".
وقال كوهين انه جرت فعلا خطوات كادت تؤدي الى تعليق الخزي والعار الذي يكمن في القرار، لكن العرب لن يفوتوا ابدا أي فرصة لعمل الشر في كل ما يتعلق بإسرائيل.
وزارة الخارجية تنقل محاربة جمعيات حقوق الانسان الى الجامعات
ذكرت "يسرائيل هيوم" ان نائبة وزير الخارجية تسيبي حوطوبيلي، اعلنت امس، قرارها تعليق الاتصال مع "مركز منيرفا لحقوق الانسان" الذي يعمل برعاية الجامعة العبرية، بسبب تعاونه مع سلسلة من تنظيمات "معادية لإسرائيل" مثل "اللجنة الشعبية لمنع التعذيب في اسرائيل" و"غيشاه" و"بتسيلم"، ومركز الدفاع عن الفرد" و"بمكوم" و"عيمق شفيه" وغيرها.
وقالت حوطوبيلي ان "هذه التنظيمات تتجاهل حقوق الانسان اليهودي، وغالبيتها ضالعة بنشاطات ضد اسرائيل ولذلك لن تتعاون وزارة الخارجية معها". وطالبت حوطوبيلي بإزالة اسم وزارة الخارجية من موقع منيرفا الذي يشير الى كون الوزارة تدعمه. وقالت ان الوزارة لم تدعم ابدا هذا التنظيم.
وقالت الجامعة العبرية، امس، ان "منيرفا هو جسم اكاديمي غير سياسي، يتمتع بشهرة عالمية ويشجع التعليم والبحث في مجال حقوق الإنسان. وفي اطار نشاطه يعرف المركز الطلاب عل مواقف تنظيمات حقوق الإنسان المختلفة، ومواقف الجهات الحكومية ذات الصلة، لكنه لا يمنح الدعم لا للتنظيمات ولا للحكومة".
مقالات
فيما تتواصل المذبحة في سورية
يكتب موشيه ارنس، في "هآرتس" انه في كل انحاء العالم ينظر البشر يوميا الى المذبحة الجارية في سورية. في الواقع، فان سورية كدولة لم تعد قائمة. نحن نرى يوميا، كيف يجري ذبح الرجال والنساء والاولاد في ما كان يسمى سورية ذات يوم. اكثر من نصف مليون انسان قتلوا خلال السنوات الأربع الأخيرة، والملايين هربوا من بيوتهم. نحن نرى القتل على شاشات التلفزيون ولا يتم عمل شيء من اجل وقفه.
الكارثة تعود الى الذاكرة. لقد وقف العالم على الحياد عندما قتل ستة ملايين شخص. ولكن في تلك الفترة لم يكن هناك تلفزيون وانترنت. واحتاج الأمر الى سنوات حتى اتضح حجم الفظائع كلها. لقد مات الملايين قبل وصول اول الاخبار حول القتل المنهجي، وفي حينه اعتقدوا بأن الأمر اكثر رهيبا من ان يكون حقيقيا. رفضوا التصديق، وهكذا تم تضييع اشهر طويلة، تواصل خلالها القتل، في محاولة لإثبات الأنباء. وبالإضافة، تم طرح الادعاء بأنه في كل الأحوال لا يمكن عمل شيء قبل هزم المانيا. وهكذا لم يتم عمل شيء تقريبا لإنقاذ اولئك الذين تم اعتبارهم موعودين بالابادة.
اعمال القتل اليومية في سورية يشاهدها الجميع. يمكن وقفها. جيش بشار الأسد ليس الجيش الألماني في فترة الحرب العالمية الثانية، وقوات حزب الله التي تساعده لا تعد اكثر من عشرة آلاف، لكن العالم يركز على امور اخرى يعتبرها، ظاهرا، اكثر اهمية حاليا.
من الذي يجب ان يقود المعركة لوقف القتل؟ الرئيس الأمريكي براك اوباما، بالطبع. انه الزعيم المعروف للعالم الحر، وعليه تلقى مسؤولية عمل ذلك. انه يملك القدرة ايضا. يكفي قيامه بإرسال جزء صغير جدا من القوة الامريكية الجوية والبحرية والبرية الى المنطقة من اجل وضع حد للمذبحة في سورية. كان يجب ان يفعل ذلك منذ زمن بعيد. لكن المماطلة والتلكؤ اللامتناهي، والفكرة الحمقاء بأنه يمكن لروسيا بوتين ان تكون شريكة للولايات المتحدة في وقف القتل، جعلت المهمة اصعب، لكنه لا يزال من الممكن تنفيذها. لكن اوباما يولي اهتمامه بأمور اخرى. انه قلق من مستوطنة اسرائيلية جديدة في يهودا والسامرة، او من بناء جديد في القدس. انه قلق من "الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية"، وليس من القتل الجماعي في سورية. جدول اولوياته مشوش.
وماذا مع روسيا؟ سياسة القوة هي اسم اللعبة التي يمارسها بوتين، والأرض المحروقة هي تكتيكه المفضل. هكذا تصرف في الشيشان، وهكذا يتصرف الان في سورية. ليست لديه أي مشكلة في مساعدة الاسد على قتل الرجال والنساء والأولاد، طالما كان ذلك يخدم رؤيته للمصالح الروسية الاستراتيجية.
اوباما وبوتين لا يتجاهلان لوحدهما المأساة في سورية. من يدعون انهم يمثلون المواطنين العرب في اسرائيل، اعضاء القائمة المشتركة، لم يقرروا بعد ما اذا سيدعمون الاسد او خصومه، ولذلك فانهم لا يشجبون حمام الدم الذي يديره الاسد. وفي المقابل لم يواجهوا أي صعوبة في العثور على عامل مشترك قاطعوا باسمه جنازة شمعون بيرس. واليسار الاسرائيلي ليس بعيدا عنهم. قلب "الاتقياء" في بتسيلم ينزف دما بسبب معاناة الشعب الفلسطيني، الى حد يبدو انه لم يتبق في قلبهم رحمة ازاء ضحايا المواد المتفجرة والحرب الكيماوية التي يستخدمها الاسد.
وجماعة مجلس الامن الدولي الذي من الواضح انه التنظيم الذي يتحمل مسؤولية وضع حد لجرائم الحرب. ما الذي تفعله؟ انها تصغي لممثلي "بتسيلم" و"سلام الان" الذين يدعونهم للعمل من اجل وضع حد لـ"الاحتلال". ومنظمة اليونسكو تجد الوقت لتحدد عدم وجود علاقة للشعب اليهودي بجبل الهيكل (الحرم القدسي).
وطوال هذا الوقت يتواصل القتل في سورية. من يهتم لذلك؟
لماذا تحدثت في مجلس الامن ضد الاحتلال
يكتب المدير العام لمنظمة "بتسيلم" حجاي "إلعاد" في "هآرتس": "لقد تحدثت امام مجلس الأمن لأنني احاول ان اكون انسان، والبشر عندما يتحملون المسؤولية عن الظلم ضد غيرهم من البشر، يتحملون الواجب الاخلاقي بالعمل.
تحدثت في الأمم المتحدة ضد الاحتلال لأنني اسرائيلي. لا توجد دولة اخرى لي. لا توجد مواطنة اخرى لي، وليس لدي أي مستقبل اخر. هنا ولدت وهنا سأدفن. يهمني مصير هذا المكان، مصير البشر هنا، مصير دولتي، الذي هو مصيري، وفي ضوء كل هذه السياقات فان الاحتلال هو كارثة.
تحدثت في الامم المتحدة ضد الاحتلال، لأنني ورفاقي في "بتسيلم"، بعد كثير من سنوات العمل، توصلنا الى عدة استنتاجات، هذا احداها: الواقع لن يتغير اذا لم يتدخل العالم. انا اشتبه بأن حكومتنا المتغطرسة تعرف ذلك، ولذلك فإنها تنشغل جدا في التخويف من هذا التدخل والتخويف منا.
تدخل العالم ضد الاحتلال هو مسألة مشروعة تماما كما في كل موضوع يتعلق بحقوق الانسان، وبالتأكيد عندما يكون المقصود مسألة مثل سيطرتنا على شعب آخر: هذه ليست مسألة اسرائيلية داخلية. هذه مسألة دولية واضحة.
وهذا استنتاج آخر: لا يوجد أي امل بأن يستيقظ المجتمع الاسرائيلي من الكابوس، من تلقاء نفسه. هناك الكثير من آليات التستر التي تلف العنف الذي نمارسه كل يوم من اجل السيطرة على الفلسطينيين. لقد تراكمت الكثير من الحجج، والكثير من الخوف والغضب – في الجانبين – طوال 50 سنة. في نهاية الأمر، انا متأكد من ان الاسرائيليين والفلسطينيين سينهون الاحتلال، لكننا لن ننجح بعمل ذلك من دون مساعدة العالم.
الامم المتحدة هي امور كثيرة، الكثير منها اشكالي، بعضها احمق تماما، وانا لست معها. لكن الامم المتحدة هي التي اعطتنا دولة في 1947، وذلك القرار، حتى اليوم، يشكل قاعدة الشرعية الدولية لدولتنا، الدولة التي انا مواطن فيها. مع كل يوم يمر برعاية الاحتلال، نحن لا نقوض، باستمتاع، فلسطين فقط، وانما ندمر، بأيدينا، شرعيتنا الدولية.
انا لا افهم تماما ما الذي تريد الحكومة من الفلسطينيين عمله. نحن نسيطر على حياتهم منذ 50 سنة، نمزق اراضيهم بشكل كامل، نستخدم القوة العسكرية والبيروقراطية بنجاح كبير وندير امورنا بشكل جيد هنا ومع العالم. ما الذي يفترض بالفلسطينيين عمله؟ اذا تجرؤوا على التظاهر، فهذا ارهاب شعبي. اذا طالبوا بالعقوبات، فهذا ارهاب اقتصادي. اذا رغبوا بتجربة مسار القانون، فهذا ارهاب قضائي، واذا توجهوا الى الأمم المتحدة فهذا ارهاب دبلوماسي. يتضح ان كل ما يفعله الفلسطيني باستثناء النهوض صباحا والقول "شكرا يا رئيس" هو ارهاب. ما الذي تريده الحكومة؟ وثيقة استسلام، او ان يختفي الفلسطينيون؟ انهم لن يختفوا.
ونحن ايضا لن نختفي ولن نصمت. يجب تكرار قول ذلك في كل مكان: الاحتلال هو ليس نتيجة حسم ديموقراطي. قرارنا رغم ارادتهم السيطرة على حياتهم، مهما كان ملائما لنا، هو تعبير عن العنف وليس الديموقراطية. اسرائيل لا تملك الخيار الشرعي لمواصلة ذلك، والعالم لا يملك خيار مواصلة التعامل مع الأمر كما تم حتى الان: الكثير من الكلام وصفر من العمل.
تحدثت امام مجلس الامن ضد الاحتلال لأنني متفائل. لأنني اسرائيل، لأنني ولدت في حيفا واعيش في القدس، ولأنني لم اعد فتى، وكل يوم من حياتي مر في المقابل بسيطرتنا عليهم، ولا يمكن تحمل ذلك اكثر. يمنع تحمل ذلك اكثر. تحدثت امام مجلس الامن ضد الاحتلال لأنني احاول ان اكون انسان.
قلق في اسرائيل: السلطة المصرية تواجه الخطر
يكتب اليكس فيشمان، في "يديعوت احرونوت" انه بعد سنوات من الانقطاع في مجال التعاون الاقتصادي، يستعدون في اسرائيل لتنفيذ سلسلة من المشاريع المترامية الأطراف مع مصر. وتعكس النقاشات المشتركة ليس التقارب بين البلدين فحسب، وانما ايضا الحاجة الملحة الى تحسين البنى التحتية في مصر في ضوء الأزمة الاقتصادية الصعبة التي تهدد الاستقرار السياسي في الدولة.
في الماضي، بعد توقيع اتفاق السلام، جرى بين اسرائيل ومصر تعاون اقتصادي، لكنه تراجع لاحقا، ومنذ عدة سنوات لم تتوجه مصر الى اسرائيل بطلب استئنافها. الا انه تم تحويل طلب كهذا في الآونة الأخيرة، وفي الجهاز الأمني في اسرائيل يركزون قائمة المشاريع الممكنة، ومن بينها يهتم المصريون بالتعاون في مجال تحلية مياه البحر، في ضوء انخفاض منسوب المياه في نهر النيل والذي قد يقود مصر خلال عقد زمني الى نقص دراماتيكي في مياه الشرب ومياه الري، وفي ضوء حقيقة كون تزويد المياه للسكان والمزارعين لا يتفق مع ازدياد عدد السكان. كما تستعد اسرائيل للتعاون ومساعدة مصر في مجالات الطاقة الشمسية، انتاج الكهرباء، الزراعة، الري والغاز. اضف الى ذلك يجري فحص امكانية التعاون في مجال السياحة. مصر تعاني من ازمة خطيرة في هذا المجال بعد عدم تحقيق النتائج المرجوة من المليارات التي استثمرتها في توسيع قناة السويس. ومن بين ما يجري فحصه زيادة السياحة الى سيناء (المقصود السياح الأجانب وليس الاسرائيليين).
خلال الاتصالات التي جرت مؤخرا بين جهات سياسية رفيعة ومستويات العمل الاسرائيلية والامريكية، ساد التخوف الكبير على استقرار السلطة في مصر. في اسرائيل والولايات المتحدة، يقدرون انه اذا لم يتحسن الاقتصاد المصري خلال العام 2017، بشكل كبير، يمكن للغليان الاجتماعي ان يعيد الاخوان المسلمين الى الشوارع ويقوض سلطة الجنرال السيسي. ويرى قادة السلطة المصرية، ايضا، في الأزمة الاقتصادية كتهديد استراتيجي رئيسي على بلادهم، ولذلك فانهم يركزون جهدا خاصا في مصر وخارجها في محاولة لزيادة المدخول وتسريع انشاء البنى التحتية.
لقد احتدمت الازمة الاقتصادية في مصر في اعقاب الحرب في سيناء وليبيا ومساعدة السعودية في اليمن. بالإضافة الى ذلك فان المساعدات المالية التي تلقتها من السعودية، واتحاد الامارات والكويت، تم تحقيقها بشكل جزئي، والتوجه الى صندوق النقد الدولي بطلب الحصول على مساعدة بقيمة 12 مليار دولار تم الرد عليها بسلسلة من الشروط التي شملت تقليص البيروقراطية، رفع الضرائب وتخفيض الدعم الحكومي، الأمر الذي من شأنه التسبب بالغليان في الشارع المصري، في المدة القريبة. في العالم يفهمون ان 2017 ستكون سنة حاسمة بالنسبة للسلطة المصرية، واسرائيل تحاول تجنيد علاقاتها مع الولايات المتحدة ودول اخرى من اجل دعم اقتصاد جارتها.
سنة على موجة الارهاب: الدافع الشخصي
يكتب البروفيسور ايال زيسر، في "يسرائيل هيوم" ان اسرائيل تواجه منذ سنة موجة ارهاب فلسطيني، من ميزاته البارزة تنفيذ عمليات من قبل مخربين افراد، في أحيان كثيرة من القاصرين الذين قرروا العمل بناء على قرار ذاتي وبشكل ارتجالي من دون تخطيط مسبق. غالبية هؤلاء من دون سوابق ارهابية ولا ينتمون الى تنظيم ارهابي ما.
عندما بدأت موجة الارهاب في العام الماضي، وقعت عمليات ارهابية بشكل يومي تقريبا. وقد تقلصت هذه الموجة في الشتاء الى عملية كل اسبوع او اسبوعين، ويبدو الات انها عادت لترفع رأسها. لقد قتل حتى الان 39 اسرائيليا واصيب حوالي 500 في موجة الارهاب. وكان يمكن لهذا الرقم ان يكون اكبر بكثير لولا عمليات الاحباط العازمة للجيش، وفي حالات معينة، لأجهزة الامن الفلسطينية. غالبية منفذي العمليات، اكثر من 200، قتلوا خلال محاولة تنفيذ العمليات، الأمر الذي يعني تحول العمليات الى عمليات انتحارية تنخفض فيها جدا فرص النجاة.
عندما رفعت موجة الارهاب رأسها، كان هناك من ربط بينها وبين التوتر السائد حول الحرم القدسي، والذي غدته الحركة الاسلامية في اسرائيل تحت شعار "الاقصى في خطر". ولكن النفوس هدأت في الحرم القدسي منذ ذلك الوقت، واتضح ان محفزات التعرض لليهود لا تحتم وجود سبب او خلفية سابقة.
تكمن ميزة موجة الارهاب الحالية في عدم وجود يد توجهها او عامل منظم. السلطة الفلسطينية تحذر من شجب منفذي العمليات، بل تتبناهم. ولكن خلافا للانتفاضة السابقة، لا تقف لا هي ولا اجهزتها الأمنية وراء الارهاب او تبادر اليه. من جهتها تغوص حماس في صراع البقاء في غزة، وفي كل الحالات هي اضعف من ان تبادر الى موجة ارهاب شعبي واسعة في الضفة، باستثناء عدة عمليات موضعية تم تنفيذها من قبل خلايا حماس الناشطة. ومن المهم الاشارة، ايضا، الى ان الجمهور الفلسطيني بشكل عام لا يتحمل جزء من موجة العنف الحالي، حتى وان كان يوفر الدعم لمنفذي العمليات بعد اعمالهم. كل فلسطيني واع يفهم ان الواقع الحالي لحياة الفلسطينيين في الضفة، مهما كان معقدا، يعتبر افضل من الواقع السائد في العالم العربي، بدء من ليبيا وانتهاء في سورية والعراق، بل وفي قطاع غزة.
لكن لمنفذي الهجمات، في معظم الأحيان من الشباب أو حتى القاصرين، منطقهم الخاص. عادة ما يكون الدافع هو مصلحة شخصية تكمن في تحدي واقع الحياة الذي يعتبر عمليا واقع حياة الشباب العرب في جميع أنحاء الشرق الأوسط. التحدي موجه الى المجتمع - البعيد والقريب - الأسرة والمجتمع، الفلسطيني والعربي. هذا هو جيل من الشباب المتأثر بالشبكات الاجتماعية، ويعمل وفقا لإملاءاتها، من خلال تجاهل الآباء والاطر الاجتماعية. سيما ان الإسلام المتطرف، اليوم، وغالبا مدرسة داعش، هو الذي يحدد لهجة هذه الشبكات الاجتماعية.
يصعب الافتراض بأن القاصر ابن 13 او 15 عاما، الذي يخرج لتنفيذ عملية، يشغل نفسه في مسائل مثل القيادة الفلسطينية الى أين؟ او مستقبل المناطق بعد عهد ابو مازن. الحقيقة هي انه، احيانا، يشكل الاحتكاك بالجنود الاسرائيليين عاملا محفزا، لكن الواقع في مفهومه الواسع – واقع الجيل العربي المحروم من المستقبل والأمل والذي تملأ الشبكات الاجتماعية وقته، هو الذي يدفع الشبان الفلسطينيين لارتكاب عمليات. سهولة تزحلق أية صعوبات أو صراع الى العنف، بشكل لا يطاق، وهو ما نشهده ايضا في المجتمع العربي في إسرائيل - حيث يتم توجيه العنف إلى داخل المنزل والأسرة - يسهل فقط هذه الظاهرة.
كما في موجات الإرهاب الماضية، ستتلاشى هذه الموجة في نهاية المطاف، خاصة وانه من الصعب تقييم ما إذا كان سيتم ذلك خلال أشهر أو سنوات. لقد نجحت إسرائيل في منع التصعيد واندلاع موجة من العنف الشعبي على نطاق واسع من خلال الاستجابة الفورية لهجمات، ولكن من دون كسر علاقاتنا مع المجتمع الفلسطيني والسلطة الفلسطينية، غير المعنيتين بالتصعيد والتدهور. وكما في الفصول الأولى من واقعنا، يجب الصر على الأسنان، الاحباط والرد على الهجمات، والانتظار بصبر وصول أوقات أفضل لا بد ستأني في نهاية الأمر