الكتاب المنحوس
علق أحد الاصدقاء، على تسجيلاتي الصوتية في السجالات الفكرية، التي كنت افتعلها على جروب خاص بأصدقاء المرحلة الدراسية (ان الدقيقة الاولى التي اتحدث بها في اي موضوع تكون ممتعة وشيقة وفاضلة و رزينة، غير ان الدقيقة الثانية تهدم كل ما جاء في الدقيقة الاولى وتحيلها لرذيلة)، مقترحا بدوره على الاصدقاء، سماع نصف التسجيلات فقط..وترك الباقي منها فهو هباء..وشطط.
والحق اقول لكم..ان هذا الكلام "في منو" فأنا نفسي، لا ادري لماذا انا هكذا،،نزق وتعسي..
كذّاب الي بيقولك ان قسمة العقول بين الناس عادلة، والكل معجب بما لديه في الجمجمة، فانا شخصيا لطالما تمنيت ان يكون عقلي كعقل (عبدالوهاب المسيري) وركازتو..او (د.فاضل السامرائي) ورجاحتو..أو اقلها مثل (عمرو خالد) و زناختو.. لكنني اجد نفسي دوما كالطفل الذي يبهجه بناء الابراج الرملية على شاطئ البحر ويعنى بتزويقها طوال النهار، لكنه يبتهج اكثر حين يأتي الموج فيهدمها وعلى بعضها تنهار..(ربما كلمة يقشها أنسب).
فبعد ان ألفت 3 كتب جيدة، بين مجموعة قصصية وببلوجرافيا ومدخل للصحافة،، قلت بعقلي يا ولد اعملك كتاب فكري في الدين والفلسفة والسياسة، زي هالمفكرين لكبار، وكان هذا حلمي الدائم، لكن ولأن كثيرا من الاحلام تصبح كوابيسا عندما تتحقق، تمنيت بعدها لو أني لم افعل، فغير التجني والتطرف الذي ظهرت به غالبية المقالات، ما خلا بعض القصص الاجتماعية والمقالات الساخرة، اخترت غلافا للكتاب ما رآه شخص الا قال : "خذلك شو هالخرابيط هاي"..حتى خالي العزيز..مسك لكتاب من هون وزم شفايفو من هون، بدأ بقرأءة الجزء الاول، وإذا بزوجته تصرخ ان النار قد اندلعت في المطبخ، قام طفاها، وبدأ بقرأءة الجزء الثاني، حتى فاضت في بيته المجاري، قال لاااا لهون وبكفي.. قام جاب تنكه، وصب على كتابي كاز وحرقو..
دائرة المطبوعات والنشر، خير فعلت أيضا حين منعت نشر هذا الكتاب في الاردن، وقالولي روح شوفلك مطرح ثاني، وزع فيه سوالفك التعبانه..حزنت اولها، لكن احتراما لكتابي ومشاعره، حطيتو جنبي بهالسيارة، وعملتلو جولة في البلد، عرفتو فيها على مكتبة (ابو علي)، و(مطعم هاشم)، وشارع الرينبو وسقف السيل ..حيث يفترض أن يكون، بين هالكتب المعتبرة..اقسم انني شعرت بنظراته لي معاتبة وتقول: " الحق عليك يا زلمه، لو انك بتعرف تكتب زي هالناس العاقلة، ما كان حالنا هيك مثل الحيطة المايلة..).
المهم.. بعد ان قمت بواجبي ضمن الامكان، ازاء وليدي الجديد، أبو لسان طويل، الناكر للجميل، صفطت هالكراتين العشرين، في مخزن عند الوالدة، ونسيتهم، وقعت بعض الاحداث التي اراها طبيعية جدا (خراب مكوى، انعطاب مولينكس، انقطاع الانترنت..) غير أن اختي التي اطلعت على محتوى الكتاب، وشت بي عند أمي و يبدو أنها بالغت في الوشاية، حيث قالت لها ان الكتاب لا يرضي (الله ولا رسوله ولا المؤمنين )، وبعد عام سألت عن حال الكراتين، فزعمت والدتي انه اكللتها الجرادين، (على ذمتها) بعد ان انفتح سقف المخزن بالدلف والماء المنهمر، احال الخزين في مستودعها الى طين.
ولأنني لا أأمن شخصيا بالنحس والخرافات عموما، فقد قررت ان انشر لكم بعض مقالاته المعتدلة التي لاتمس "المشاعير"، لأرى ماذا سيحل بصفحتي هذه من تدابير.. ولكن امهلوني بعد ان اقدم لكم في قادم الايام " جدتي اللئمة" وجدي "صاحب العزيمة" لتكونو على معرفة تامة بباقي افراد اسرتي، بعد ان عرّفتكم سابقا على امي وابي واخي الازغر، الذي ما زلت لا اعلم ان كان تقيا أم نصف أزعر.
#حلاوتك_نزل_هون_أفكارك_وطراوتك
ابوطراوة