سامحيني يا امي..
امي..لست املك معسول الكلام، لأعبر لك عن خالص الحب والاحترام..لكن خليني احاول واشوف شو بطلع معاي..
اخواني الكرام.. هذه المرأة العظيمة المقعدة..هي امي..امد الله في عمرها وعمر امهاتكم جميعا..ورحم من مات منهن.. فاسمحولي رغم كرهي للدرامى وحديث الاسى والانتحاب ..ان اوجه اليها هذا الخطاب:
أماه..يا أماه..هل قلت لك يوما انني اسف اذ لم اعبر لك عن حبي..؟ أماه، كم انا نادم على جهلي وسخافتي حين كنت اخجل وانا صغير من مشيتك الغريبة واقول في نفسي لماذا لا تمشي امي زي كل هالنسوان..لقد عوضتني فخرا بك حين ادركت كل "مدينة المفرق" كم انت انسانة فاضلة ومكافحة وجميلة المعشر وتقية وعظيمة..عملتي في منزلك كل ما بوسعك لتعيليني واخواني الذين تعطلو عن العمل فترة من الزمن كما هو حال والدي (رحمه الله) الذي كان يكره العمل بطبيعة الحال..
امي.. كم احن اليوم حين تطبخ مرتي طبخة صايته خفيفة الدسم ما الها نكهة ولا طعم..الى طبيخك المشبع بسمنة الغزالين..لا تزعلي يا امي..فحتى درويش بدأ اول قصيدته بذكرى امه.. بقهواتها وخبزاتها.. الاكل مهم يما..وسمناتك جابولي الكوليسترول بس عقلبي اشهى من العسل والله.
كم اندم يا امي..لمن كنتي تتعبي وتشتغلي مفتول بالبيت وتعطيني ليره .. واكذب عليكي واقلك طالبين المدرسة منا دفاتر وقلام..واروح اشتري فيهن دخان وأفلام..
كم ندمت على زعلي منك لمن كسرتيلي تمثال (نفرتيتي) الذي اشتريتو بمصروفي من سقف السيل بعشرين دينار..فترة ما كنت شيوعي..وانتي خفتي علي وفكرتيني صرت اعبد الاصنام..قمتي انتي يا يما سويتي حالك بتمسحي بغرفة الضيوف مع صلاة الفجر و زقرتي هالتمثال القابع في ركن الدار بيدك ولا هو 20 شقفه الله يصلحك.. الان فهمت يما انك يا حبيبتي عشان كنتي تحضري دروس دين بالمسجد وتأثرتي اكيد بقصة سيدنا ابراهيم لمن كسر الاصنام..وقلدتيه..فداكي يما كل التماثيل..فانت اجمل تمثال.
كم انا نادم يما..لمن كانو يجو عندي اصحابي المثقفين..شعراء وفنانين..واحاول اظهر قدامهم انني من عائلة مثقفة وراقية..وتيجي انتي تسولفيلهم عن عرس بنت اختك بالفندق.. والطعام الذي وضعوه على شكل "سفرة دايمه" وانا اوشوشك يما واقلك اسمها "بوفيه مفتوح". وانتي مصره على تسميتها "سفرة دايمة" الله يديمك يما..شو كنتي تحب الاصرار و العناد..تلاشى الاصدقاء وتغيرو..وبقيتي انت كما انت..
كم اخجل اليوم من نفسي حين اتذكر رغبتي بتحويل شكلك يمه من امرأة فلاحة بسيطة واخليكي تشبهي حنان عشراوي وتوجان فيصل..خصوصا لمن اقترحت عليكي تشلحي هالايشار واقصلك شعرك مثل الولد..وانت تقولي لا يما الدنيا بدها والاخره بدها..واشترطتي علي بكل طيبة وايمان.. انو اذا ولا بد بتفرعي قدام صديقاتي، بس اجيبلك سيشوار..كنتي قابله للانحراف يما بس طبعك الاصيل ومنبتك الطيب كونك بنت امام مسجد قرية تلفيت النابلسية، كان يحول دون ذلك الفيعان..بوركتي يا اماه.
قديش يما اليوم بستسخف حالي لمن كنت اقلد الناس الراقيين واصحابي بعمان (تبعون لسنكرز و عاتي..) الي كان اسم امهاتهم تقول فيلم تركي..صفيناز ويارا وسمر و سعديه ..ولمن يسألوني عن اسمك استحي اقللهم (صديقه) اقللهم (فرنديه).
سامحيني يا امي.. كنت تعرفين مصلحتي اكثر مني ..خاصة حين ما صدقت مصاديق الله وانا ازبط بنت الجيران في اول حب بحياتي وصارت البنت تتصلي عتلفون الدار ليل نهار..ومره كنت غايب ورنت رنه..وما بعرف كيف قدرتي يما وانتي لا بتقرأي ولا بتكتبي..تعيدي رقم المتصل عن الكاشف وتحكي مع اهلها وتقوليلهم ظبو بناتكو عن ولادي..ومنها شالو العدة وطيرتي المزه من ايدي بعد ما صارت اللقمة في المعدة.. لشدة ما كنتي تخافي على عذريتنا وعذرية بنات الناس..الله يحفظك.. ومنها ولا بنت هوبت ناحيتنا. يغورو البنات يما بستين داهية ..هيني تعرفت بعدها على بلاوي..وتجوزت كثير وطلقت كثير..بس العمر ما فيه غير ام واحدة.
وكم اثمن الان عاليا، جهودك المضنية وسهرك الليالي لمن انطبشت رجلي والتهب الجرح وانتي تحطي فوقها يوم قهوة ويوم بصل مسلوق ويوم بيض وثوم واخرتها حطيتي حلاوة..والله مابعرف هذا دوى ولا سفرة دايمة يما..لأنها ورمت رجلي والتهبت وصارت مثل طنجرة لمجدرة..الان فهمت اصرارك على صحتي وسلامتي عشان ما اطلع اعرج.. آآخ يما شو بدي اتذكر تا أتذكر.
يما.. غير العصفورة الي صدتها وحطيتيها بقاع طنجرة الدوالي..وحاكورة الدار الي زرعت فيها "حشيش" وانتي خلعتيه من وراي وزرعتي مكانو رشاد..خوفا من "المكافحة" وانا ارقب بفارغ الصبر طلوع الشجر.. شو بدي اتذكر من فضائلك يا ملاكي لاتذكر..يما معاي انتي؟ حبيت اكتبلك هذه الخواطر.. ولكن للاسف..
فمعظم الذين نحبهم ونكتب لأجلهم لا يقرأون..
اماه عذرك..اماه عذرك.. تحت اقدامك الجنة، ليس لأنك امي ولكن لطووووول صبرك.
بأبي أنت وأمي يا رسول الله
أهلا وسهلا بكم في إدارة شبكة فلسطين المعلوماتية
أهلا وسهلا بكم في إدارة شبكة فلسطين المعلوماتية