غزة تُدشن منارة للحرية والسلام من ركام حُروبها
وحدة الإعلام/ غزة:
دشنت وزارة الثقافة وبالشراكة مع وزارة النقل والمواصلات مساء أمس السبت، "منارة غزة" كمشروع يعتمد على إعادة تدوير مخلفات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتركيبها بشكل فني بصري معاصر للفنان التشكيلي شريف سرحان، وذلك على أرض ميناء غزة البحري غرب المدينة، وسط حضور لفيف من المسؤولين وممثلين عن الوزارات والمؤسسات الحكومية والأهلية وقادة الفصائل والمخاتير والوجهاء وجمع غفير من المواطنين.
من جهته قال م.سمير مطير وكيل مساعد وزارة الثقافة خلال مؤتمر صحفي: "إن العدوان المستمر الذي يشنه الاحتلال الغاصب على الشعب الفلسطيني ترك آثاراً بليغة على كافة مناحي الحياة وتسبب بمعاناة شديدة لأبناء الشعب الفلسطيني، ولم تترك بشراً ولا شجراً ولا حجراً إلا طالته آلة العدوان الهمجية التي تركت آلافاً من الشهداء والجرحى والنازحين، وخّلفت مساحات شاسعة من الركام والدمار".
وأضاف: "أن الشعب الفلسطيني أثبت من خلال مسيرته الوطنية والنضالية الممتدة والمتواصلة قدرة فائقة على التحدي والصمود والإصرار حتى نيل كامل حقوقه الوطنية"، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني ينشُد للحرية ويتطلع لحياة كباقي شعوب العالم يسودها الأمن والاستقرار وتخلو من أصوات الطائرات والقذائف والمدافع ومشاهد القتل والدماء.
وأشار مطير أن تدشين منارة غزة يحمل العديد من الرسائل أهمها أن الشعب الفلسطيني عصيّ على الانكسار والخضوع وها هو اليوم يحيل مخلفات الحروب إلى فن وثقافة ويصنع من الشظايا والركام منارة لمستقبل أجمل لأطفاله وشبابه.
وأكد مطير أن وزارة الثقافة تضع على عاتقها تفعيل المشهد الثقافي الفلسطيني وتعزيز الوعي الوطني لدى أبناء الشعب الفلسطيني بقضيته وحقوقه الوطنية، مشدداً على ضرورة توسيع المعركة مع الاحتلال لتكون المواجهة شاملة في كافة الجبهات وبكل الأدوات الممكنة لإثبات الحق الفلسطيني على أرض فلسطين.
من جهته أشار الفنان شريف سرحان أن مشروع منارة غزة هي نتاج عمل مشترك لمجموعة من الفنانين التشكيلين، مبيناً أن فكرة إنشاء المنارة راودته منذ تسعة أشهر، وتم البدء بتنفيذها قبل أربعة أشهر بعد توفر التمويل، مشيراً للمراحل التي مر بها المشروع بدءً بالتخطيط والتصميم واختيار المكان المناسب والبحث عن المخلفات التي تناسب أجواء الميناء وصولاً لعمليات التنفيذ وتركيب العمل.
وأشار أن طول المنارة يبلغ 14 متراً، وينقسم تكوينها إلى جزئين الأول يتكون من قاعدة من قواعد إحدى العمارات السكنية في أبراج الندى شمال قطاع غزة والتي تم تدميرها خلال العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة صيف عام 2014 ويبلغ قطرها 2.5 متر ووزنها 10 طن، فيما يتكون الجزء الثاني من أحجار وبقايا البيوت التي تم تدميرها خلال العدوان في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.