أخر الاخبار

مشاركة فلسطينية متميزة بـ مؤتمر “صناعة التطرف” بمكتبة الإسكندرية‎

مشاركة فلسطينية متميزة بـ مؤتمر “صناعة التطرف” بمكتبة الإسكندرية‎
الدباس: إسرائيل هي المستفيدة من التطرف الإسلامي الذى يحدث الان في المحيط العربي
الرقب: تجفيف مصادر الإرهاب الصهيوني هو أهم مواجهة للتطرف في منطقتنا العربية
مطاوع: يطالب بإنشاء مرصد عربي لرصد الجماعات الإرهابية
شارك وفد فلسطيني في مؤتمر “صناعة التطرف قراءة في تدابير المواجهة الفكرية”، والذي اقيم بمكتبة الإسكندرية خلال الفترة من 3- 5 يناير الجاري، وذلك بمشاركة 250 من الباحثين والمفكرين ومشاركون من 18 دولة عربية إضافة إلى المملكة المتحدة.
وتتضمن المؤتمر مجموعة من المحاور المهمة والتي تتمثل في “الثابت والمتغير في بنية حركات التطرف، مقاربة للعلوم الاجتماعية للتطرف في العالم العربي، نقد خطابات التطرف، الإعلام ومواجهة التطرف، الأمن القومي، التعليم والتطرف، الإرهاب الداخلي في أوروبا، ومبادرات الشركاء في الدول العربية لمواجهة التطرف”.
وصرح السفير حسام الدباس، القنصل العام لدولة فلسطين بالإسكندرية، أن المشاركة الفلسطينية في مؤتمر “صناعة التطرف قراءة في تدابير المواجهة الفكرية” كانت مشاركة فاعلة، حيث تم التركيز على وجود فلسطين في صلب المؤتمر عن طريق مناقشة عدة أمور منها: التطرف، والارهاب الصهيوني بحق ابناء شعبنا الفلسطيني، والتنكيل بهم.
وأضاف الدباس خلال تصريحه لـ “فتح نيوز”، أنه تم خلال المؤتمر التركيز على الفكر الصهيوني، والمخططات الصهيونية، وتحديداً فيما يتعلق بموضوع الوضع في سيناء، والذى مازال يسعى للعمل على اقتطاع جزء من أرض سيناء وضمه لقطاع غزة تطبيقًا لمشروع “إيجور إيلاند”، وذلك مقابل تخلي الفلسطينيين عن قيام الدولة الفلسطينية على الاراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967.
وأشار السفير الدباس إلى أن المؤتمر ناقش كل ما يتعلق بالأمن القومي العربي الذى عجزت الدول العربية عن تطبيقه منذ انطلاقتها عام 1945، وذلك بسبب ما واجهته من صعوبات لتنوع الانظمة العربية وأولويتها وتعريف الخطر والعدو لكل دولة، وذلك بجانب الاعتداءات الاسرائيلية على الأراضي العربية منها “سوريا ولبنان وفلسطين وأرض سيناء بمصر والاردن”، مؤكدًا أن هذا المؤتمر استبشر خيرًا بسبب التحالف العربي المشترك الجديد، الذى سيعمل على التصدي للإرهاب بكافة اشكاله.
واستطرد في حديثه بشأن التطرف الصهيونية بحق ابناء الشعب الفلسطيني، قائلًا: “لا شك أن التطرف الصهيوني بند مهم يستحق المناقشة، وأن إسرائيل هي المستفيدة من التطرف الإسلامي الذى يحدث الان في المحيط العربي، حيث تسعى إسرائيل جاهدة بالعمل على ابعاد الخطر عنها، وابعاد المجتمع الدولي والعربي عن القضية الفلسطينية، والسعي لانشغال الدول العربية بالقضايا الداخلية حتى لا يصبح هناك من يطالب بحل القضية الفلسطينية”.
من جانب آخر، تخللت فعاليات المؤتمر نشر ورقة بحثية للباحث الفلسطيني/ عبد المهدى أحمد مطاوع، مدير وحدة مكافحة الإرهاب في منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، طالب من خلالها بإنشاء مرصد عربي متخصص لرصد الجماعات الإرهابية عبر مواقعهم ومنتدياتهم، بحيث يصبح أداة لصياغة برامج مواجهة تتناسب مع كل دولة وتأمين القدرة على التنبؤ بالأخطار المحدقة، وتتابع التطور في الفكر الإرهابي.
كما استعرض تجربة منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والأمن القومي الذى أنشئ عام 2013، حيث استطاع متابعة تطورات الهياكل القيادية وعمليات الدمج بين الجماعات ومعرفة العلاقات ومستوى التنسيق بين الجماعات داخل الدولة الواحدة أو عدة دول، بالإضافة إلى ربط أحداث متفرقة والمغزى منها وكشف علاقة الإخوان المسلمين بحماس ورصد التحول في أكناف بيت المقدس إلى أنصار بيت المقدس ثم إلى ولاية سيناء.
وأوضح مطاوع أن معظم جماعات التطرف تستند إلى مناهج فكرية تعتمد على مبادئ أساسية مثل الحاكمية، الجاهلية والتكفير، العصبة المؤمنة، وأن السمة الأساسية لتنظيم داعش تقوم على استمالة الشباب عبر أسلوب المظلومية، فيتصيد المظالم السياسية والاجتماعية لكسب التأييد ويركز على مسئولية الغرب والحكام لما يعانيه المسلمون في أنحاء العالم، واستغلال التمييز والاغتراب واختلاف الديانات وانتهاك حقوق الإنسان والقيود المفروضة على حرية التعبير السياسي واللعب على وتر الطائفية لاستخدام العنف، وزعمهم في أن الحل عبر إقامة الخلافة الإسلامية لتعيد للعرب والمسلمين مجدهم وعزتهم.
وأشار مطاوع إلى أن تلك العوامل أدت إلى خلق بيئة جاذبة للفكر المتطرف، بالإضافة إلى وجود أفراد مؤثرين ينادون بتلك الغايات ويحثون الشباب بالانضمام إلى المسلحين ويلعبون دورا في ترويج أيديولوجيات الفكر المتطرف الذى يندد بسلمية تعاليم الدين الإسلامي.
ومن جانبه قام أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس المفتوحة بفلسطين، الدكتور أيمن الرقب، خلال الجلسة الختامية بالمؤتمر بتقديم كلمة تناول من خلالها الحالة الفلسطينية كنموذجاً للمعانة من التطرف والإرهابي، ومرجعاً ذلك إلى أن الحركة الصهيونية منذ تأسيسها عام 1897وجدت لها شريكا اطلق عليه المسيحية الصهيونية، وهم المسيحيون الذين يؤمنون بأن بناء اليهود لهيكلهم المزعوم وهدم المسجد الأقصى هو السبيل لنزول النبي المخلص، وهم جزء ممن تبنوا فكر “مارتن لوثر” (وأطلق عليهم  البروتستانت)، ومن أجل توفير هذا المناخ لإنجاح هذا المشروع يجب أن يغرق العالم العربي بالكثير من الدماء ليدير ظهره للقضية الفلسطينية لتتفرد دولة الاحتلال وقطعان المستوطنين المتطرفين اليهود بالشعب الفلسطيني … لإكمال مشروع هدم المسجد الأقصى وبناء هيكلهم المزعوم مكانه، وضمان وجود دول طائفية وأقليات بجوار دولة إسرائيل فلا يكترثون لما يحدث حولهم.
وأضاف الرقب أنه كان لابد لإنجاز هذا المشروع من وجود المادة الخام فسقطت فلسطين عام 1948م، والذى بدأ بعدها استغلال سقوط فلسطين في صناعة الإرهاب والتطرف .. نتيجة حالة الهزيمة العربية، وبدأ تغذية الإقليمية الضيقة والقطرية، وتراجعت فكرة الدولة العربية الواحدة واستغلت الصهيونية العالمية الحالة بالمنطقة العربية لتغذية الخلافات الداخلية، والكثير من القضايا شاهدة علي ذلك، واقربها داعش التي لم ترفع شعاراً واحداً حتي علي استحياء ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي كما أن داعش علي تخوم دولة الاحتلال ولم تحرك جيشها لحماية حدودها من الخطر الداعشي، وهذا يؤكد وجهة نظرنا بأن داعش وأخواتها صناعة الصهيونية العالمية لتصل للهدف الأساسي الذي تحدثنا عنه.
وأكد الدكتور الرقب أن ما يحدث في الدول العربية حالياً هو اكمالاً لمشروع (برناند لويس) تقسيم الوطن العربي من جديد بما يخدم أمريكا وحلفائها ومن ضمنه الصهيونية العالمية، مضيفًا: “لقد لاحظنا خلال السنوات الأخيرة أن أي عمليات إرهابية في العالم أجمع لدى دولة الاحتلال الإسرائيلي وأجهزتها الأمنية تفاصيل عن هذه العمليات، وبذلك كانت تسحب رعاياها قبل حدوث هذا العمل الإرهابي، وتبلغ بالتفاصيل بعد العملية، وأحياناً قبل العملية لهدف ما لديها ولكن معظم هذه العمليات ستجد لدولة الاحتلال هدف منها”.
وأضاف الرقب: “إن العالم يصم أذانه ويقفل عينيه عن حقيقة القوي الإرهابية اليهودية المتطرفة والتي تتعامل مع الفلسطينيين كحشرات، وتنشأ شوارع معقمة بمنع الفلسطينيين من دخولها، وكأنهم جراثيم ورعاية حكومة نتنياهو لدعم المتطرفين اليهود (الحريديم) ـ كما يطلق عليهم ـ وزيادة عددهم داخل المدينة المقدسة الذي ارتفع نسبتهم من 25% إلي 37 % من إجمالي سكان المدينة المقدسة خلال العشر أعوام الأخيرة، فهـذه التنظيمات الإرهابية اليهودية التي خرجت من قتل رئيس الوزراء الصهيوني إسحق رابين 1996، وهم من خرج من رحمهم من خطف الطفل محمد أبو خضير عام 2014 وحرقه حياً أمام كاميرات العالم… وهي نفس الحركات الإرهابية اليهودية التي خرجت من قاموا بحرق عائلة دوابشه، وأعتقد أن صورة الطفل الرضيع علي دوابشة لازالت  في عقول الكثيرون”.
وفي ذات السياق، أكد إن ما تشهده المنطقة العربية من إرهاب وسعي لتفكيك الدولة عانينا منه فلسطينياً منذ ما يزيد مائة عام من إرهاب الحركات الصهيونية مروراً بإرهاب حركة حماس عام 2007م، مشيراً إلى ما اعلنته وزيرة الخارجية الأمريكية ( رايس عام 2006) بعد غزو دولة الاحتلال للبنان عام 2006 بأن  من رحم هذه الحرب سيخرج الشرق الأوسط الجديد فكان انقلاب حماس الدموي عام 2007 أول هذه البشائر الأمريكية.
وأشار الرقب، إلى أن دولة الاحتلال ساعدت في نجاح انقلاب حماس من خلال قصف مقرات السلطة الفلسطينية وإضعاف وجودها في غزة وعدم التدخل عند انقضاض ميليشيات حماس علي مؤسسات السلطة الفلسطينية، وهناك شهادة مسجلة من قائد سلاح الجو لدولة الاحتلال بأنه تواصل مع رئيس هيئة الأركان لدولة الاحتلال قائلاً حرفياً (حماس ستسيطر علي قطاع غزة خلال ساعات هل تتدخل لتعود الفئران إلي جحورها) فكان الرد … دع الأمر يسير كما خططت له القيادة  السياسية.
وفي نهاية كلمته، قال الرقب: “أننا نري أن الحل العادل للقضية الفلسطينية وتجفيف مصادر الإرهاب الصهيوني هو أهم مواجهة للتطرف في منطقتنا العربية وفي العالم، فلا نستهين بقوتنا كعرب لو تحركنا بشكل موحد مستغلين نفوذنا وقوتنا (أقل شيء المالية) للضغط علي الراعي الأساسي لدولة الاحتلال الولايات المتحدة الأمريكية وأعتقد أن مصالح امريكا مع العالم العربي أقوي من مصالحها مع الصهيونية العالمية ومنظمة الإيباك، كما لا بد من أجراء خطوات سريعة وحثيثة لبناء الدولة العربية الواحدة أو الاتحاد العربي الذي تلغي فيه الحدود بين الدول العربية ويعيش فيه المواطن العربي يحمل الهوية العربية لا الهوية القطرية تتحرك  فيها الموارد والقدرات بكل سهولة وانسيابية”.
جدير بالذكر، طالب مدير مكتبة الإسكندرية الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية، في كلمته الختامية للمؤتمر المشاركون بمواصلة العمل على موضوع المؤتمر من خلال إرسال مقترحات إلى المكتبة، مبينا إلى أنه سيتم إرسال التوصيات النهائية بعد تعديلها إلى كافة الدول العربية، بالإضافة إلى جامعة الدول العربية لاستعراضها خلال اجتماع القمة العربية المقبل.
واشتملت كلمته أسباب التطرف – بحد وصفه في البيان الختامي إلى الفقر والأمية والجهل كثلاثية تدفع الأشخاص إلى الانسياق وراء خطاب ديني مشوه وفتاوى مغلوطة وآراء ضيقة الأفق، فضلا عن الشعور بالقهر نتيجة المعايير المزدوجة، لتصبح “المرأة” في مقدمة ضحايا التطرف نتيجة لتعثر مسيرة التنمية الثقافية والاجتماعية، إلى جانب الشعور بالقهر الناتج عن المعايير المزدوجة في العلاقات الدولية تجاه قضايا العرب والمسلمين؛ خاصة في ظل استمرار القضية الفلسطينية واحتلال الأراضي العربية وتقاعس المجتمع الدولي عن اتخاذ موقف حاسم تجاهها.
واستمر طرح أسباب التطرف في تنامى دور القوى الفاعلة في دعم التطرف ورصد الموارد المادية والبشرية لتأجيج العنف في المجتمعات العربية بهدف خدمة مصالحها من ناحية وإضعاف الأوطان العربية وتمزيقها وعرقلة انطلاق مسيرة التقدم. وأكد البيان أن غياب قادة ورموز فكر قادرين على مواصلة مسيرة النهضة والتنوير في العالم العربي قاد إلى تراجع تيار التحديث وتصاعد خطابات متزمتة فكريا ومتطرفة دينيا وسلطوية سياسيا، ومنغلقة اجتماعيا. وأعتبر البيان أن انتشار المنابر الإعلامية المحلية والإقليمية تبث رسائل تحض على التطرف والكراهية وتسيئ إلى وسطية الفكر المعتدل تشارك في صناعة التطرف، بالإضافة إلى الآثار السلبية للموروثات والعادات الاجتماعية والقيم الثقافية التي أنتجت تشوهات ثقافية واجتماعية تعلى نعرات الاستعلاء ضد المختلف وتشعل نيران الطائفية العرقية والمذهبية. وبشأن الخطاب الديني خلص البيان الختامي – وفق جلسات المناقشات التي استمرت على مدى ثلاثة أيام – إلى أن أبرز سبل مواجهة التطرف تكمن في تصدى المؤسسات الدينية للمفاهيم التي يتم ترويجها بين الشباب، والخاصة بالتفسيرات المشوهة لمفهوم الجهاد والردة ووضع المرأة، بالإضافة إلى تغيير الأوضاع القائمة على العنف والخروج عن دولة القانون والمؤسسات. وأوصى البيان بفتح أبواب الاجتهاد والمعرفة الأصلية بمقاصد الشريعة والاعتراف بالمنظور التاريخي للتشريع وتطويره للتلاؤم مع مقتضيات العصر وإحياء جهود المجددين من أعلام الإسلام والتوافق على مواثيق حقوق الإنسان.
cdb40e4f-0d76-4295-9261-cd12221235e0
56f2e2c3-6705-4c9c-b69e-286b82fccb2b
bbc35083-10a5-4a7c-afe0-7d10c1b2d69f
bab3102d-e6b1-4346-a8dc-eb78f6c65f79
967b5488-130a-4ab7-987a-741d000d1275
24f15b24-f7f9-4112-bc31-1b4cb3e8d649
45d0c1a7-8839-491d-8ef0-9dcb5d7c51eb
43744f5b-210a-4148-b996-b0dd41e0209b
1013352_10153211450121906_3319769084231380877_n
12527603_1263150297032065_63227340_n
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-