أخر الاخبار

غرفة الخليل تختتم زيارة تاريخية لقطاع غزة

إختتم مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل، مساء أمس زيارة تاريخية إلى قطاع غزة، عقد خلالها العديد من اللقاءات والاجتماعات مع المسؤولين الرسميين، والغرف التجارية، والمؤسسات الإقتصادية، إضافة لزيارة العديد من المناطق في شتّى أرجاء القطاع، حيث بدأت الزيارة بجولة في مناطق منطقة بيت حانون، وعزبة عبد ربه، وجبل الريس، وتلّة المنطار، اطّلع خلالها الوفد على حجم الدمار الذي لحق بالبيوت، والمباني، والمنشآت، خاصة مستشفى الوفاء للتأهيل الذي تمّ تدميره خلال الحرب الأخيرة بالكامل، إضافة لزيارة بلدية بيت حانون، ولقاء رئيسها الدكتور محمد نازك الكفارنة.
ففي مقر غرفة تجارة وصناعة محافظة غزة، إلتقى الوفد برؤساء وأعضاء مجالس إدارات الغرف التجارية الغزية في لقاء موسع، تمّ خلاله بحث المعيقات أمام تبادل السلع بين شطري الوطن، كما تمّ الاتفاق على عقد معرض للصناعات في غزة، كما جرى خلال الزيارة افتتاح معرض للصور في مقر غرفة غزة بعنوان (غزة 51)، يعرض مجموعة من الصور المختارة للحرب الأخيرة، وبهذا الصدد تمّ الاتفاق على نقل المعرض المذكور إلى غرفة الخليل، كما جرى بحث موضوع حملة الإغاثة التي أدارتها غرفة الخليل،  حيث أكدّ الحضور من قطاع غزة شكرهم، وتقديرهم لحملة إغاثة الأهل، والتي أسهمت بشكل كبير في تخفيف معاناة الأهل في القطاع أثناء وبعد الحرب، حيث قدّم رؤساء الغرف الغزية الشكر لغرفة الخليل على موقفها المشرف أثناء الحرب الأخيرة.
أما في مقر غرفة تجارة وصناعة رفح، فقد استمع مجلس غرفة الخليل من رئيس غرفتها، السيد هيثم أبو طه، لشرحٍ عن الوضع الاقتصادي في المحافظة، وعن معبري رفح البري مع مصر، وكرم أبو سالم مع إسرائيل، والوضع الزراعي الذي يسهم في رفد السلة الغذائية لقطاع غزة بنسبة مرتفعة من المحاصيل الزراعية. كما زار وفد غرفة الخليل ميناء الصيادين في رفح، وعاين مولد الكهرباء الذي تمّ إرساله قبل عدة أشهر في الميناء، حيث يتم تشغيله لخدمة صيادي المنطقة الذي يعانون الحصار، وقدّم الصيادون شكرهم للغرفة التجارية على هذا المولد، الذي يعتبر روح العمل لديهم بما يوفره من طاقة كهربائية تسهم في تسهيل أعمالهم.
كما زار وفد الغرفة التجارية منزل المختار عبد القادر أبو ناصر، كبير مخاتير قطاع غزة، الذي رحّب بوفد الغرفة التجارية ومحافظة الخليل، وقدّم شكره لأهالي محافظة الخليل على حملة المساعدات التي قدموها للأهل في القطاع، كما استمعوا منه لشرح عن الوضع العشائري، وجهود الاصلاح التي تسهم في تعزيز التكافل الاجتماعي في القطاع.
وفي محطة أخرى هامة، زار وفد غرفة الخليل جمعية رجال الأعمال الفلسطينيين في غزة، والتقوا رئيسها السيد علي الحايك، وعدد من أعضاء مجلس إدارتها وهيئتها العامة، وتم التباحث في كيفية حشد جهود القطاع الخاص الفلسطيني لدعم المصالحة ودفع عجلتها للأمام، إضافة لآليات تعزيز التكامل الاقتصادي بين شطري الوطن، خاصة وأن هناك إمكانيات كبيرة للتبادل التجاري بين الضفة والقطاع.
وفي المحطة الأخيرة من اليوم الأول، حل وفد غرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل ضيفاً على  دولة رئيس الوزراء الأسبق السيد إسماعيل هنية، بحضور عدد من القيادات، حيث قدّم وفد الغرفة شرحاً للحضور عن حملة الإغاثة، مؤكدين على وحدة الدم والمصير بين الضفة والقطاع، كما قدّم المهندس الحرباوي رسالة باسم القطاع الخاص الفلسطيني للقيادات السياسية في شطري الوطن، تقوم على دعوة جميع الأطراف للعمل الجاد والسريع؛ لإنهاء حقبة الانقسام التي تعتبر بقعة سوداء في تاريخ شعبنا الصابر، وتفعيل دور حكومة الوفاق الوطني، مؤكداً على أهمية ذلك من الناحية الاقتصادية، حيث يشكل اقتصاد قطاع غزة ما نسبته 40% من الاقتصاد الوطني، مؤكداً على حرص القطاع الخاص الفلسطيني على عدم خسارة مساهمة قطاع غزة في الناتج المحلي، وضرورة تعزيز الوحدة السياسية؛ تمهيداً لدعم الوحدة الاقتصادية، وفتح آفاق التبادل التجاري الكامل بين شطري الوطن لما يشكله ذلك من رافعة للاقتصاد الوطني، ويحد من تبعيتنا للاقتصاد الإسرائيلي.
بدوره رحبّ السيد هنية، بوفد غرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل، مؤكداً على شكر أهالي القطاع بكافة شرائحهم وانتماءاتهم لجهود الاغاثة التي قادتها غرفة الخليل، وهي الأكبر من داخل الوطن، مؤكداً أن فلسطين عبارة عن طائر لا يطير إلا بجناحين هما شطري الوطن، والقدس قلبه التي لا يحيا بدونه، كما تطرّق السيد هنية لمعاناة أهل القطاع، حيث أنّ هناك تسعة آلاف منزل مدمر بالكامل، إضافة لأكثر من ثلاثين ألف منزل متضرر بشكل جزئي، لكنّ جهود إعادة الإعمار لا تزال تراوح مكانها، رغم الكميات المحدودة من الإسمنت التي تدخل إلى القطاع.
وتحدث السيد هنية، عن ملفات المصالحة، مؤكداً على أنها خيار استراتيجي لا رجعة عنه بالنسبة لحماس، وهي ضرورة وواجب وطني وديني، وسنعمل مع الإخوة في رام الله لحل كافة الاشكاليات التي تعترض سبيل التنفيذ من خلال الشراكة، مطمئناً وفد الغرفة والقطاع الخاص الفلسطيني على أنّ هناك اتصالات يومية تتم بين غزة ورام الله؛ لرأب الصدع، وإعادة قطار المصالحة لمساره الصحيح.
وفي اليوم الثاني من الزيارة، بدأ الوفد جولته بزيارة لبلدية غزة، حيث التقوا رئيسها المهندس نزار هاشم حجازي، الذي عبّر عن سعادته للقاء وفد غرفة الخليل، وقدّم للحضور شرحاً عن نشاطات البلدية، كما تقدم بالشكر والتقدير باسم أهالي غزة لحملة الإغاثة التي نفذتها الغرفة لصالح الإخوة في القطاع، مؤكداً على أنها أسهمت بشكل كبير في تخفيف معاناة السكان، وآلامهم في وقت الحرب.
وفي المحطة الثانية من اليوم الثاني، زار الوفد مقر نادي الصداقة الرياضي والاتحاد الفلسطيني لكرة الطائرة-جلوس، حيث التقى أعضاء الوفد برئيس الاتحاد السيد عبد السلام هنية، وعدد من أعضاء إدارتي الاتحاد والنادي، واطلعوا على الصالة الرياضية المغلقة والمسبح نصف الأولمبي.
وفي محطة هامة، التقى وفد غرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل بوكيل وزارة الاقتصاد في غزة المهندس حاتم عويضة، في مكتبه بحضور السيد فكري جودة مدير وحدة التنسيق مع القطاع الخاص، حيث تمّ التباحث في آليات تعزيز التبادل التجاري بين شطري الوطن، وإزالة العقبات أمام تدفق السلع، خاصة ما يتعلق بالرسوم المفروضة على المنتجات الوطنية التي تدخل إلى قطاع غزة، إضافة لسبل تخفيض تكاليف النقل، والتي تصل إلى خمسة آلاف شيكل للسيارة الواحدة، والتي تعتبر عائقاً أمام منافسة البضائع الأخرى، وتزيد السعر على المستهلكين.
وفي زيارة خاصة، التقى وفد الغرفة التجارية، بالدكتور يوسف كامل إبراهيم وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية، حيث أكدّ الوفد على أهمية الزيارة التي تهدف للإطمئنان على الأهل في القطاع، والتشبيك مع مؤسسات القطاع الخاص، والمساهمة في دفع عجلة المصالحة، من خلال إيصال صوت القطاع الخاص الفلسطيني إلى القيادات السياسية. وقد رحبّ سعادة الوكيل بوفد الغرفة معرباً عن سعادته بالزيارة، وقدّم شكر وزارة السؤون الاجتماعية، وأهالي القطاع لغرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل على جهود الإغاثة والمعونات التي قدموها.
وفي مقر غرفة تجارة وصناعة محافظة غزة، التقى وفد الغرفة بعدد كبير من التجار، والوجهاء، ورجالات الاقتصاد، كان على رأسهم عطوفة محافظ خانيوس السيد أحمد الشيبي، الذي قدّم شكره لوفد الغرفة التجارية على المساعدات التي تمّ إرسالها لإغاثة الأهل في القطاع، حيث أكدّ على أنّ عمليات التوزيع كانت تتم وفق جداول للمحتاجين، وعلى مراكز الإيواء التي انتشرت خلال الحرب في معظم المحافظات.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-