ماذا تعرف عن حيتان سوق تجارة العملات ؟ ……
سنتحدث في هذه المقالة عن ماهية الحيتان في الاسواق المختلفة، وعن حيتان سوق تجارة العملات ، ولكن في البداية علينا الاجابة على السؤال التالي هل هناك حيتان في سوق تجارة العملات ؟
ان كل سوق في العالم لديه من يسيطر عليه ويطلق عادة على المسيطر على السوق مصطلح حيتان السوق، او عمالقة السوق ويتحكمون عادة بحجم التداول وبقوى العرض والطلب حتى يحصلون على السعر الذي يلائمهم في السوق. وتعتبر هذه الفئات اقليات ولكنها مسيطرة على السوق بشكل او بآخر، فقد تكون سيطرتهم بشكل مباشر او بشكل غير مباشر. وهذه الفئات مستعدة لعمل كل شيء حتى تحصل على الارباح الكثيرة.
فلنأخذ مثلا سوق الاسهم، يحتوي سوق الاسهم على هذا النوع من الفئات بكثرة اذ يسيطر عادة اصحاب رؤوس الاموال الكبيرة على اسعار الاسهم فمثلا اذا استثمر احد في شركة ما وكانت اسعار الاسهم لهذه الشركة اخذه بالهبوط يبدأ على الفور بزيادة حجم مشترياته من الاسهم لتلك الشركة مما ينجم عنه زيادة الطلب على اسهم تلك الشركة وبالتالي ارتفاع سعر السهم لديها، ويكون المستثمر في هذه الفرضية قد حافظ على قيمة اسهمه من الهبوط. اما في حالة ارتفاع اسعار الاسهم فيبدأ المستثمر ببيع اسهمه الكثيرة دفعة واحدة عند علو الاسعار وبالتالي ينجم عن هذه العملية زيادة العرض وبالتالي تهبط الاسعار ولكن بعد ان كسب التاجر ربحا وفيرا عندما يبيع. اما بالنسبة للمستثمرين الصغار فهم يتعاملون مع نتائج تصرفات المستثمرين الكبار، فالمستثمر الكبير يمثل الفعل اما الصغير فيمثل رد الفعل.
ولنأخذ مثالا اخر، ففي اسواق المعادن النفيسة والنفط يسيطر على السوق الدول المصدرة لهذه الثروات. ففي هذا السوق لايسيطر فرد او مستثمر معين على اسعار المعادن والنفط لابل تسيطر حكومات على هذا السوق. فتعتمد تصدير كمية محدودة من هذه الثروات حتى لا تخسف باسعار المعادن الى الارض. وبذلك تحقق اكبر استفادة من المعادن النفيسة التي تصدرها، كالصين واستراليا، ولنذكر حدثا اثر بشكل كبير على اسعار الذهب وهو عندما قامت الهند بتدعيم احطياتها من الذهب حيث قامت بشراء 200 طن من الذهب بحوالي 6.7 مليار دولار في عام 2009 حيث ارتفع سعر الذهب بشكل كبير جدا نتيجه لهذا التصرف. اما بالنسبة للنفط فيتم السيطرة على سعره من قبل منظمة الاوبك المكونة من اكثر الدول تصديرا للنفط. وتقوم بوضع اسعار النفط بحسب المصالح المشتركة لتلك الدول وهم اثنا عشرة دولة ( الجزائر، انغولا، الايكوادور، ايران، العراق، الكويت، ليبيا، نيجيريا، قطر، السعودية، الامارات العربية المتحدة، فنزويلا )
ونعود الى حيث بدأنا، ففي بداية حديثنا اردنا ان نوضح ماهية الحيتان في الاسواق المختلفة، ولكن ولحسن الحظ فليس هناك اية حيتان في سوق تجارة العملات ، فبصرف النظر عن حجم المال المستثمر في هذا السوق، لايمكن السيطرة على حجم العرض وحجم الطلب، فحجم التداول في هذا السوق يقدر بحوالي 4 ترليون دولار اي 4000 مليار دولار يوميا. فمهما كان كبر المستثمر (شخص، دولة، بنك الخ) لن يستطيع السيطرة على قوى العرض والطلب، وبالتالي لن يستطيع السيطرة على سعر الصرف للعملات المختلفة، ونتيجة لحجم التداول الهائل فان السيولة في هذا السوق كبيرة جدا فليس هناك داع للانتظار كما يحدث في اسواق الاسهم، حيث وفي كثير من الاحيان يضطر المستثمر ان ينتظر العرض للاسهم التي يود شراءها، او العكس صحيح قد ينظر المشتري اذا اراد بيعها. فالسيولة الكبيرة تعتبر ميزة فريدة في سوق تجارة العملات هذه الميزة التي جذبت العديد من التجار من الاسواق المختلفة.